خطوط الإنتاج: عمالة مصرية.. وتكنولوجيا ألمانية.. ورقابة على المواصفات

فى طريقك ل«مصنع الصناعات الخشبية» تظن أنك ستجد ورشة أو اثنتين يتم إنتاج «الأثاث» داخلهما بطرق بدائية، لكن المفاجأة التى وجدناها أثناء سيرنا على طريق «القاهرة- الإسماعيلية» الزراعى، وتحديداً منطقة أبوزعبل، وجود سور بطول كبير، وبداخله تجد مساحات خضراء مزروعة بأشجار مثمرة مثل المانجو، وغيرها من الأشجار، لاستغلال الفراغات البينية داخل 30 فداناً كاملة يشغلها المصنع، تضم 6 خطوط إنتاج سواء للأخشاب أو الباركيه، أو الدهان بشكل إلكترونى، وحتى خط «الفايبر جلاس»، لتصنيع أكشاك الحراسة.
وعلى الرغم من كون «النجارة» حرفة تقليدية مصرية، فإن «العربية للتصنيع» أبت إلا أن تتطور، لتخرج أكبر إنتاجية ممكنة، فى أقل وقت، ومن ثم كانت كل خطوط الإنتاج تعمل بتكنولوجيا ألمانية عالية الدقة، بداية من أحدث ماكينات ال«CNC»، وصولاً لأقل ماكينة يستخدمها العمال داخل «أتيكو». وداخل «المصنع»، تجد هناجر كبيرة، تظنها للوهلة الأولى تصلح لإنتاج الدبابات أو الصناعات العسكرية الثقيلة لكبر مساحاتها، وتصميمها الذى يشبه هناجر الصناعات الحربية، لكنك بدخولها تجدها عبارة عن «خلية نحل»، لا تتوقف، حيث يعمل 240 فنياً، ومهندساً، وموظفاً، كل فى تخصصه، للوصول لمعدلات الأداء المطلوبة، مع رعاية صحية، واجتماعية، وحوافز إنتاجية تدفعهم للوصول لأعلى إنتاج ممكن.
أول خطوط الإنتاج التى تشاهدها داخل «أتيكو»، هو خط إنتاج ألواح الخشب المفروم، وبه يتم تحويل أشجار الكافور، والجازورينا، ل«ألواح خشب»، بمقاسات مختلفة، تسمح بتشكيلها، وتصنيعها، حسب المخطط الإنتاجى المراد تطبيقه. ثانى الخطوط كان لإنتاج أخشاب طبيعية مجففة، من الزان، والأرو، بأحجام مختلفة تتراوح بين 15 متراً مكعباً، وحتى 60 متراً مكعباً، وذلك لخفض الرطوبة بداخله من 80 إلى 12%، فضلاً عن خط لإنتاج اخشاب «الشيب بورد»، وخط لإنتاج ألواح أخشاب مغطاة بطبقة من «الميلامين».
وعقب الوصول لتلك الخطوط التى تنتج الخشب، تصل لخط إنتاج الأثاث الخشبى، الذى يحتوى على ماكينات ألمانية تقوم على التفصيل، والتخريم، وإحدى العمليات الإنتاجية المسماة «الروترة»، وصولاً ل«اللصق»، و«القشاط». ثم تجد خطاً لإنتاج «الباركيه»، الذى ينتج من 25 إلى 30 متراً مربعاً من «الباركيه» فى الوردية الواحدة، بمقاسات متنوعة، وعقب ذلك تصل لخط «دهانات الإلكتروستاتيك بالبوردة» للأجزاء المعدنية فى منتجات «العربية للتصنيع»، وصولاً لخط إنتاج الفايبر جلاس للتجهيزات الداخلية لعربات السكك الحديدية، وأكشاك الحراسة، ودورات المياه، وغيرها من منتجات «الفايبر جلاس».
وداخل الخطوط الإنتاجية ل«أتيكو»، تجد الأثاث الخاص بالمكاتب، والأثاث المنزلى، وتجهيزات المعامل، وصولاً للأثاث الفندقى، والمدرسى.
واسترعى اهتمام محرر «الوطن» وجود عدد من العاملين داخل الورش يرتدون «بالطو أبيض»، ويذهبون لكل خطوة إنتاجية عقب الانتهاء منها، وهو ما قال عنه المهندس محرز صلاح، مدير عام الجودة ب«المصنع»، إن ذلك يتم فى إطار منظومة اختبار لكل قطعة تخرج من «المصنع»، حيث هناك منظومة اختبارات قاسية، سواء عبر الأجهزة الإلكترونية والميكانيكية، أو الرؤية النظرية داخل الورش، بالإضافة إلى كيميائيين ومهندسين يعملون على اختبار المنتجات للتأكد من أن كل قطعة أثاث تخرج منا تطابق المواصفات القياسية المصرية، والعالمية.
وعن الخامات المستخدمة فى إنتاج الأثاث، قال، ل«الوطن»، إنها أعلى أنواع من خشب الزان، والأرو، والكونتر، وهى من أفضل الأخشاب الموجودة فى مصر، مشيراً إلى أن أعمال الاختبار التى تجرى على قطع الأثاث تكون أغلبها مطابقة للمواصفات، إلا قطع صغيرة تعود ليتم تعديلها حتى تكون ذات جودة عالية. وأضاف مدير «الجودة» ب«أتيكو»: «بنقول للشباب وأى عميل لينا.. متبصش للسعر اللى بنبيع بيه، وتشك فى جودة الخشب.. إحنا بنستخدم أعلى خامات، وأحسن خشب بمصر فى الصناعة، والسعر مساعدة منا للشباب والدولة»، مضيفاً: «شغلنا بيتكلم عنا».
من جانبه، قال المحاسب شريف محيى، مدير عام ب«المصنع»، إن المصنع جرى له تطوير وتحديث خلال الفترة الماضية بأوامر من الفريق عبدالعزيز سيف الدين، رئيس مجلس إدارة الهيئة العربية للتصنيع، والمهندس إسماعيل عبداللطيف، رئيس مجلس إدارة مصنع «أتيكو»، مشيراً إلى أنه سيتم إنشاء خط جديد لإنتاج ألواح الخشب من «الكونتر»، وهو أحد العناصر الرئيسية فى صناعة الأخشاب، وذلك بعد إجراء دراسة تسويقية شاملة له، أثبتت جدواه الاقتصادية.
وأضاف «محيى»، ل«الوطن»، على هامش جولتنا ب«أتيكو»، أن هناك 3 منافذ بيع لمنتجات المصنع، الأول فى أرض الجولف، والثانى فى شارع الطيران بمدينة نصر، والثالث داخل مقر المصنع نفسه فى «أبوزعبل». وأشار مدير عام «المصنع» إلى أن «أتيكو» يراعى البعد الاجتماعى، ويحاول توفير الأثاث لجميع فئات المجتمع سواء محدودى الدخل أو متوسطيه أو مرتفعى الدخل. ولفت إلى أن مصنعه على استعداد تام للتنسيق مع وزارة الإسكان، لفرش وحدات الإسكان الاجتماعى بالكامل حسب رغبة كل صاحب شقة، من عدمه.