«هل يمكن أن يتحول باب العزيزية من معقل للديكتاتورية إلى مهد للديمقراطية الوليدة فى ليبيا؟» سؤال يُطرح الآن على الساحة السياسية الليبية بعد انتهاء انتخابات المجلس التأسيسى والتخطيط لبناء البرلمان على أنقاض مقر العقيد الليبى الراحل معمر القذافى. وبحسب صحيفة «الجارديان» البريطانية فإن الحكومة الانتقالية الليبية وضعت خطة لبناء برلمان جديد فى قلب إمبراطورية القذافى المنهارة، ويشير مسئولون ليبيون إلى أن مجمع باب العزيزية (وسط طرابلس) الذى يُستخدم منذ سقوط العقيد مستودعا للقمامة، سيضم -وفقا للمقترحات المقدمة- مقر البرلمان الجديد ومتحفا وطنيا ومكتبة. وكان مجمع باب العزيزية الذى قطنته عائلة القذافى وكبار الشخصيات فى النظام الليبى السابق يعد أكثر الأماكن مناعة وتحصينا فى البلاد، إذ يحتوى على شبكة من الأنفاق تحت الأرض بالإضافة إلى فيلات كانت تُستخدم كثكنات عسكرية. ويؤكد الأمين العام للمجلس الوطنى الانتقالى الليبى عثمان بن ساسى أهمية طرح هذا الموضوع على الساحة السياسية حاليا، مشيرا إلى أن ما يقرب من 200 عضو تم انتخابهم لإدارة الجزء الثانى من المرحلة الانتقالية سيعقدون جلساتهم الدورية فى مركز المؤتمرات بطرابلس لحين الانتهاء من تشييد مبنى البرلمان. ومن المنتظر أن تنتهى عملية تشييد وتجهيز مقر البرلمان الجديد بحلول العام المقبل عقب إجراء انتخابات وطنية جديدة. وكان أول برلمان شُيد فى البلاد فى عهد الملك إدريس السنوسى فى مدينة البيضاء ثالث أكبر مدن ليبيا، إلا أنه لم يستخدم بسبب إطاحة القذافى بالنظام الملكى فى انقلاب 1 سبتمبر 1969. ويرى صبرى المنصورى من شباب الثورة الليبية أنها فكرة جيدة أن يتم تشييد البرلمان الجديد على أنقاض باب العزيزية لكى يغير الليبيون نظرتهم لهذا المكان من كونه رمزا للطغيان إلى رمز للديمقراطية والدولة الجديدة، مشددا فى اتصال هاتفى مع «الوطن» على أن الأهم من مقر البرلمان هو ما سيحصده الليبيون من هذا المجلس. وعلى النقيض، تقول العضوة السابقة فى اللجنة الإعلامية بالمجلس الوطنى الانتقالى الليبى إيناس الدرس فى تصريحات ل«الوطن»، إنها ترفض اقتراحات تحويل مجمع باب العزيزية أو اللجنة الشعبية العامة التى كان يعقد فيها القذافى اجتماعاته مقرا للبرلمان الجديد، مشيرة إلى رغبتها فى فتح صفحة جديدة بعيدة عن النظام السابق. ويُسجل سكان المناطق المُحيطة بباب العزيزية اعتراضهم على تخصيص تلك المنطقة مقرا للبرلمان الجديد، مؤكدين رغبتهم فى أن يتحول هذا المكان إلى حديقة وطنية أو مركز تجارى.