تزايد استخدام الأطفال والشباب للتكنولوجيا يوما بعد يوم، حتى وصل عدد مستخدمي الإنترنت من الشباب نحو 93%، منهم 73% يستخدمون الشبكات الاجتماعية مثل "ماي سبيس، وفيسبوك"، ويمتلك نحو 75% منهم هواتف نقالة، ما زاد من مخاوف الآباء والمعلمين والمستشارين الصحيين، بخاصة مع تزايد التقارير الإعلامية عن الشباب الذين تورطوا في أفعال "جنسية" مثل إرسال صور عارية لأنفسهم للآخرين من خلال الهواتف النقالة، كما أن وسائل التكنولوجيا الحديثة قد تخلق سبلا جديدة للتحرش الجنسي. تقول ميتشل يبارا- باحثة صحة وأطفال- في المؤتمر السنوي للبرلمان الآسيوي 2011، "إن تلك المخاوف غير صحيحة"، مؤكدة أن "الوقت مناسب لتهدئة الوضع، ومحاولة التعامل مع مجموعة الشباب الذين أبلغوا عن تعرضهم للتنمر والتحرش". وتعقبت يبارا 1600 شاب من 2006 إلى 2008 لمعرفة تأثير وسائل التكنولوجيا الحديثة على تغيرات السلوك ، كجزء من السلسلة الطولية المستمرة لدراسة الإعلام التي تمولها مراكز التحكم في الأمراض. سألت عددًا من الأطفال يتراوح عمرهم ما بين 10 إلى 15 عاما بشأن مستويات التنمر والتحرش الجنسي، كما استفسرت عن مدى التعليقات الوقحة والتهديدات والسلوك العدواني، ونشر الشائعات والإزعاج المتكرر. أثمرت النتائج عن أن التحرش الإلكتروني لم يعد كما كان منذ ثلاثة سنوات. كما بينت أن نحو 14% فقط من مستخدمي الإنترنت يتعرضون للتحرش، بواقع 13% يتعرضون للتحرش والتنمر، و1% تعرضوا للتنمر فقط . تقول يبارا "ما زالت البيانات التي تم جمعها تثبت أن التكنولوجيا ليس لها أثر في التعرض للتنمر أو التحرش، حيث أن 40% من عمليات التحرش جسدية، بينما 10% تحدث في المكالمات الهاتفية، و14% في الرسائل النصية، و17% على الإنترنت، و10% بطرق أخرى. أثبت الأبحاث أيضًا أن التكنولوجيا لم تتسبب في زيادة الولوج والوصول إلى المحتوى الجنسي، فأغلب من يتجه للبحث عن تلك المحتويات يجدها في الطرق التقليدية مثل البرامج التلفزيونية والأفلام والموسيقى، وكشفت نحو 75% من عينة البحث أن الشباب يشاهدون تلك الأشياء في برامج تلفزيونية في الغالب، في حين أكد 69% من العينة أن الأغاني تحتوي على مواد جنسية سواء كانت كلمات أو لقطات فيديو، فمعدل تأثير المحتويات الجنسية على المواقع الإلكترونية أقل كثيرا من معدلات التعرض لها في التلفاز والأغاني. على الرغم من التكهنات بشأن مخاطر تعرض الأطفال والشباب لوسائل التكنولوجيا الحديثة، فإنها تقدم سبلا مختلفة للتعلم والتقدم العقلي، كما أنه هناك بعض المواقع الإلكترونية التي تقدم وسائل مفيدة ونصائح للشباب للتعامل مع حالاتهم. يمكن للتكنولوجيا أن تكون أداة اجتماعية قوية للأطفال، بخاصة لهؤلاء الذين قد يشعرون بالعزلة، بينما يعتقد البعض أن التكنولوجيا تفسد الأطفال والشباب، فإنما الإنترنت والهواتف النقالة بمثابة "نعمة" لمثل هذه المجموعة العمرية يمكنهم من خلالها التواصل بكل سهولة مع الأصدقاء.