عندما أسير فى الشارع المصرى أشعر بالأسف والحزن للحال التى وصل إليها هذا الشارع العريق؛ فالباعة الجائلون احتلوا الشوارع بهدف بيع بضائعهم من الملابس إلى الأحذية إلى النظارات، وصولا إلى المشروبات والمأكولات. فعندما أسير فى الشارع أشعر بالاختناق مما يحيط بى من تلوث سمعى وبصرى، بالإضافة إلى ذلك المحلات التى لا تراعى سوى مصلحتها وتهدف إلى زيادة ربحها فتقوم بعرض بضائعها فى منتصف الطريق دون مراعاة للمارة من نساء أو أطفال أو كبار السن وكأن الشارع حكر عليهم وعلى بضائعهم. أيضاً ما يسببه ذلك من ازدحام وتجمهر فى الشارع بهدف مشاهدة وشراء تلك البضائع أو بمعنى آخر تلك الحواجز التى تحول دون حرية سيرى فى الشارع. وكأن الثورة جاءت لتغير مفهوم الحرية عند هؤلاء المعتدين حيث اعتقدوا أنهم أحرار فى عرض بضائعهم والدعاية لها دون الالتفات لمصلحة الآخرين، فعندما أصل إلى وجهتى أحمد الله على أنه نجّانى من هذه المعركة الضارية مع المارة المتجمهرين والباعة الجائلين وأصحاب المحلات المعتدين. لم ولن أنسى سلوكيات بعض الأفراد المختلين نفسيا فى الشارع؛ فهذا الشاب يقف لمتابعة الفتاة فى الشارع مرة يقذفها بألفاظ تجرح مشاعرها ومشاعر من يسمعها وهو يرى من وجهة نظره أنه يمدح جمالها. ومرة أخرى نراه ينتقد مظهرها الخارجى لأنه لم يعجبه. وأتعجب من هذا الشاب متسائلة «مَن أعطاه الحق ليمدح أو ليذم؟». كل هذه السلوكيات السلبية تشعرنى بعدم الأمان، بعدم الحرية، تشعرنى بالضيق والاختناق.. حقا فأنا أريد أن يعود الأمن.. الأمن المعتدل، المحايد، الذى يقضى على هذه الظواهر السلبية والمشينة. وأناشد نظامنا الجديد، المنتعش، أن يضع نصب عينيه عودة الأمن حتى أستعيد حريتى وأمنى كفتاة.