قررت جوجل في وقت سابق أن تبحث عن حل لمشكلة الطاقة في العالم، لكنها تراجعت بعد أن أنفقت 880 مليون دولار العام الماضي لضمان الحصول على طاقة نظيفة، مثل الألواح الشمسية على أسطح منازل كاليفورنيا، وأدركت الشركة أن هذا ليس الهدف الذي وضعته لنفسها في العام 2007، فاتجهت هذا العام إلى تمويل مشاريع الطاقة النظيفة التي يمكن أن يكون لها تأثير واقعي، وأعلن أحد المؤسسين والرئيس التنفيذي الحالي- لاري بايج عن احتمالية اقتحام عالم أبحاث الطاقة بشكل مباشر، حيث اعتزم ابتكار طرق رخيصة لتوليد الكهرباء المتجددة في نطاق واسع على الصعيد العالمي. أيقنت جوجل أن الإبداع والابتكار من شأنه أن يحدث فارقًا، فطرحت خطة منزلية لتقليل اعتماد الولاياتالمتحدة على الوقود الحفري في غضون 22 سنة فقط. كما أعلنت عن وظائف للمهندسين الذي يصممون مشاريع الطاقة المتجددة أسرع من غيرهم، وتخصيص فريق عمل لتطوير "هليوستات"، وهو جهاز يعتمد على أشعة الشمس لتوليد الطاقة الحرارية عن طريق المرايا. كما بدأت مؤسسة الشركة الخيرية (Google.org- في الاستثمار في الشركات الناشئة التي لديها أفكار بعيدة. أبهرت السبل السريعة للشركة الخبراء، وحققت هدفها بإنتاج جيجا وات من الكهرباء المتجددة بأسعار تنافسية مقارنةً بالوقود الحفري. يقول دان ريتشر- المدير السابق بجوجل لتغيير المناخ ومبادرات الطاقة "كنت سعيدا وأنا موجود في جوجل وأرى هذا التتطور السريع وهذا النجاح الباهر". وبالمقارنة، لاحظ ريتشر أن الألواح الشمسية أصبحت متاحة ل 30 عامًا، لكن لا تمثل أكثر من 1% فقط من إنتاج الكهرباء في الولاياتالمتحدة بشكل عام. لكن جوجل أوقفت برنامج "REC" (من أجل الحصول على طاقة متجددة أرخص من الفحم) في نوفمبر 2011، إلى جانب عدد من المشاريع الأخرى التي لم تثمر النتائج المرغوبة، بحجة أن "هناك شركات أخرى في وضع أفضل لتحقيق طاقة تكنولوجية متطورة". لم يكن الرهان على جوجل لتوفير الكهرباء النظيفة كبيرًا، إن المشروعات والخطط التي ألغتها تثبت أن النجاح في مجال الحوسبة ليس بالضرورة أن ينتقل للكهرباء والطاقة، يؤكد ذلك جوناثان كوومي- خبير التأثيرات البيئية للحوسبة بجامعة ستانفورد قائلا "إن التواضع مطلوب، إن كنت تظن أنك تستطيع إصلاح صناعة الطاقة في ليلة واحدة لأنك استطعت فعل ذلك في مجال الحوسبة، فهذا خطأ، بل هو نوع من الغطرسة". إن مشروع مثل "باور ميتر"، وهو ضمن المشروعات المُلغاة، كان يهدف لمساعدة أصحاب المنازل على مراقبة استخدامهم للطاقة. يقول كورت براون- منظم الطاقة- "كان في المشروع خلل رئيسي". لكن جوجل تخلت بصعوبة عن مشروعها للطاقة النظيفة، فمبلغ 880 مليون دولار الذي استثمرته في الطاقة المتجددة، والتي أوقفتها في 2011، يعادل 10 أضعاف ما أنفقته في 2010، وهو ما يجعلها ضمن أعلى الشركات التي استثمرت أموالها في هذا المجال.