تراجع جهاز تنمية القرية بوزارة التنمية المحلية عن إقامة المعارض والأسواق الخيرية لبيع منتجات شهر رمضان بأسعار مدعمة هذا العام بسبب ضعف الدعم المالى المخصص لإقامة هذه الأسواق بما لا يتناسب مع ارتفاع تكلفة التأمين على الأسواق والبضائع المعروضة والمساحات المؤجرة لإقامتها فيها. وقال د. إبراهيم ريحان رئيس جهاز تنمية القرية: الوزارة ألغت فكرة إقامة الأسواق هذا العام بسبب عدم الاستقرار الذى شهدته البلاد قبل إجراء الانتخابات الرئاسية بالإضافة إلى ارتفاع تكلفة المشروع بما لا يغطى نفقاته خاصة أن مساحة أى معرض لا تقل عن 10 آلاف متر وتحتاج إلى تأمينات كبيرة على المساحة وعلى البضائع والمنتجات المعروضة. وأشار ريحان إلى أن دراسة الجدوى التى تم وضعها قبل اتخاذ قرار إلغاء الأسواق كشف أن أصحاب المشروعات الصغيرة من شباب الخريجين لم يلتفتوا هذا العام لتقديم منتجات تهم الأسرة المصرية خلال شهر رمضان وبالتالى فإن الأسواق لن تحقق الأهداف المرجوة منها هذا العام، مؤكدا أنه يتم الإعداد بالتنسيق مع محافظات الجمهورية وأصحاب المشروعات الصغيرة لتوجيههم نحو إنتاج معروضات يمكن تسويقها فى المعارض تتناسب مع قدوم عيد الأضحى. المواطنون فى شهر رمضان نوعان، نوع يبحث عن المعارض وأسواق مستلزمات الصيام المدعمة فى كل مكان، وآخر اعتاد شراء حاجته من المحلات العادية؛ لأنهم لا يعرفون عن تلك المعارض شيئاً، صابر إبراهيم -موظف حكومى-يصف معارض منتجات رمضان ب«أسواق الغلابة»؛ لأنها تلبى حاجتهم لصيام الشهر الكريم، قائلاً: «هى أسعارها مش رخيصة أو مميزة أوى، لكن الناس تعودت إنها تشترى كل لوازم الصيام منها، خاصة المناطق الشعبية». الأغلبية من الناس لم تسمع بقرار إلغاء الأسواق الخيرية المدعمة فى رمضان، واختلفت آراؤهم حول القرار. عم خلف -عامل- لم يتأثر بإلغاء معارض رمضان «وماله، لغوها لغوها.. هو فيه إيه قاعد فى البلد كويس عشان نزعل على معارض شهر رمضان»، كمسرى النقل العام، الحسين زين العابدين، يرى لوازم رمضان حاجات غير أساسية، وصورة المعارض مرتبطة فى ذهنه بالسرقة «معظم المعارض بتبقى مسروقة»، قائلاً: الأسواق لها زبائنها وأصحابها المحددون، أما المواطن العادى «مافيش قدامه غير الياميش اللى فى الدكان العادى بس». «أم طارق» ترى أن الدعم الحكومى للشعب فى رمضان ليس منها، ولكنه إحدى بركات وخيرات الشهر الكريم، معترضة على إلغائها «الناس اللى مش قادرين يشتروا حاجات غالية هيجيبوا منين، دى حكومة مش حاسة بالمواطن المطحون، لكن رمضان كريم وخيره يامه وأكيد محدش هينقص منه حاجة»، برغم دفاع السيدة العجوز عن الأسواق المدعومة، لكنها ترى مستلزمات الصيام وياميش رمضان الذى يعرض فى هذه الأسواق درجة رابعة، «دى بضاعة مش سليمة وعشان كده بتتباع رخيصة، هى الحكومة عندها حاجة ببلاش». آخرون لم يسمعوا عن معارض سلع رمضان نهائيا، أحمد جميل، موظف، يقول: «أنا أول مرة أسمع عنها، ولا عمرى شفت معرض زى كده»، الحالة نفسها يوضحها خالد عبدالستار، ترزى، «أنا باشترى ياميش رمضان وحاجات الكل من محلات عادية برة، ولكن معرفتش قبل كدة بالمعارض دى خالص».