أكد نائب الأمين العام لجامعة الدول العربية السفير أحمد بن حلي، أن الخلافات التى شهدها مؤتمر المعارضة السورية الأخير بالقاهرة سببها دخول الأطراف فى قضايا جوهرية مكانها الطبيعى الدستور وليس أوراق عمل تعرض فى مؤتمرات عامة موضحا أن جامعة الدول العربية كانت مجرد راعية للمؤتمر طبقا لقرار وزراء الخارجية العرب الصادر فى 2 يونيو الماضى خلال اجتماعهم بالدوحة. وأوضح بن حلى، فى مؤتمر صحفى عقده بمقر الأمانة العامة للجامعة العربية اليوم، أن موقف الجامعة العربية "يقوم على أن الحل السلمى للأزمة هو الأساس الذى يجب أن تبنى عليه كافة الجهود لأن الحل العسكرى ليس فى مصلحة الدولة السورية ولا حكومة سوريا ولا شعب سوريا نفسه". وردا على سؤال بشأن الوثائق الصادرة عن مؤتمر المعارضة، والتى تدعو إلى إسقاط الرئيس السورى وكيف يمكن تحقيق ذلك إلا باستخدام القوة قال السفير أحمد بن حلى "إن الجامعة العربية غير معنية بما صدر عن المؤتمر من وثائق، فهذه الوثائق تخص أطراف المعارضة وهم المسؤولون عنها، وإذا كانت هناك بعض الدول العربية أو بعض أطراف المعارضة ترى بأن الحل العسكرى هو المناسب فهذه المواقف تخص أصحابها، أما موقف الجامعة فإنه يقوم على أساس الحل السلمى فقط للأزمة". وردا على سؤال بشأن مدى ثقة الجامعة العربية فى قدرة أطراف المعارضة السورية على قيادة الشعب السورى وسوريا إلى بر الأمان فى حالة سقوط الأسد، بعد الخلافات الكبيرة التى شهدها المؤتمر، قال بن حلى "إن المؤتمر كان مجرد خطوة مهمة نحو بلورة موقف ورؤية مشتركة للمعارضة السورية ونحن فى الجامعة ملتزمون باستحقاقات نقوم بها ومنها عقد هذا المؤتمر. فالكل يعلم أن الأزمة السورية لابد أن تحل وأمامنا خريطة طريق واضحة ممثلة فى مبادرة المبعوث العربى الأممى المشترك كوفى عنان والمستمدة من خطة الجامعة العربية لحل الازمة وهذه المبادرة تحظى بموافقة ودعم المجتمع الدولى والحكومة السورية وأطراف المعارضة ولا بد فى نهاية المطاف من وقف القتل والعنف الأعمى الذى يتسبب فى سقوط ضحايا سوريين بصورة يومية وبأعداد مهولة". وردا على سؤال حول وصول الأزمة السورية إلى نقطة اللاعودة، حذر نائب الأمين العام للجامعة العربية من استمرار الأزمة السورية وإطالة أمدها قائلا أن استمرار الأزمة من شأنه أن ينزلق بسوريا إلى منحدر تنتج عنه عواقب وخيمة مطالبا الجميع حكومة ومعارضة بضرورة التحلى بالحكمة والعقل وضرورة الانخراط فى عملية سياسية سلمية تفضى إلى حل يرضى الجميع. وأشار إلى أن الأمين العام للجامعة العربية سيصل إلى باريس غدا لطرح تقييمه لمؤتمر المعارضة السورية على الأطراف المشاركة فى مؤتمر أصدقاء سوريا، المقرر عقده غدا بباريس وسيجرى محادثات مع أطراف دولية فاعلة لبلورة الجهود من أجل التوصل إلى حل سلمى للأزمة السورية.