تجري القوات القطرية والتركية، مناورات بحرية مشتركة، اليوم، بعد وصول الفرقاطة التركية "جوكوفا" إلى ميناء "حمد بن خليفة"، وعليها 214 فردا من القوات. ونقلت صحيفة "حرييت" التركية عن مسؤول تركي، أن المرحلة الأولى من المناورات تتم بمشاركة 250 جنديا تركيا و30 عربة مدرعة، وشاركت قطر في 5 مناورات مشتركة على مدار الشهرين الماضيين، بواقع مناورتين بحريتين مع القوات البحرية البريطانية في يوليو الماضي، ومناورتين مع قوات أمريكية في يونيو، وآخر مع القوات البحرية الفرنسية في الشهر ذاته. من جانبه، قال السفير رخا أحمد حسن مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن الدافع الأساسي من وراء المناورات، طمأنة الحكومة القطرية، والحفاظ على بقاء النظام الحالي بعد تخوفات من تغييره، حتى وإن كان ضعيفا، لكنها ليس موجهة ضد أحد. وأضاف حسن، في تصريحات ل"الوطن"، أن الرئيس التركي أردوغان أوضح خلال زيارته الأخيرة إلى الخليج، أن القاعدة التركية بقطر لا تشكل تهديدا لأحد، بل إن دولته مستعدة لتوقيع نفس الاتفاقيات مع دول المنطقة الراغبة في ذلك، وهو ما أكده وزير الدفاع التركي خلال استقباله لنظيره القطري في وقت سابق، ويبدو أن السعودية تفهمت الأمر بدليل تراجع التعليقات حيال هذه المسألة". وتابع مساعد وزير الخارجية الأسبق، قائلا إن البعض تناسى التحالف العسكري بين تركيا والسعودية، حتى أن الأخيرة كانت تنوي إرسال قوات جوية وبرية عبر تركيا للمحاربة في سوريا، متوقعا أن تقتصر الاعتراضات على بعض الكتابات، بعيدا عن موقف رسمي من دول الرباعي المقاطعة لقطر. ولفت حسن، إلى الموقف الدولي بشأن هذه الجزئية، من خلال تعليقات سابقة لوزير الخارجية الأمريكي تيري تيلرسون، ووزير الخارجية الألماني زيجمان جابرييل، بأن هناك مطالب "صعبة" و"استفزازية" ضمن قائمة المطالب ال13 التي عرضتها الدول المقاطعة لقطر، بينها التعاون العسكري التركي، إضافة إلى خفض العلاقات القطرية الإيرانية، كونها أمور داخلية، مشيرا إلى وجود ممثل عن الاتحاد الأوروبي نفسه في تنصيب حسن روحاني كرئيس لإيران. وأضاف مساعد وزير الخارجية الأسبق، أن المناورات تتم بعلم وموافقة الإدارة الأمريكية، بدليل وجود القوات التركية في قاعدة "العديد" التي تشن منها الهجمات على "داعش" في سوريا والعراق. ورأى أحمد العناني عضو المجلس المصري للشؤون الخارجية، أن المناورات رسالة قوية من قطر على استمرار التحالف مع أنقرة، ووجود تركي قوي في الدوحة خلال الفترة المقبلة. وتوقع العناني خلال تصريحاته ل"الوطن"، أن تستمر دول الرباعي في التصعيد، بداية من تقدم مصر بمشروع فرض عقوبات على الدول الراعية للإرهاب إلى مجلس الأمن، وتقدمت مصر بمذكرة لتضمين قطر، إضافة إلى تجميد عضوية قطر بمجلس التعاون الخليجي. وكانت لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان التركي، صادقت على اتفاقية التعاون العسكري بين تركياوقطر من بين 15 اتفاقية أخرى. وذكرت وكالة "أنباء الأناضول"، أن رئيس لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان التركي برات جونقار، قال إن الاتفاق يسمح بنشر قوات مسلحة تركية في قطر، ويسمح لدولة قطر بالشيء ذاته على الأراضي التركية. ولفت جونقار إلى أن الاتفاقية العسكرية المصادق عليها، تتضمن إذا اقتضت الحاجة إجراء مناورات عسكرية مشتركة. وتبادل خبرات التدريب العملياتي وتطوير الصناعات العسكرية مع إمكانية تبادل نشر قوات مشتركة بين البلدين وبعد تفعيل الاتفاقية بإنشاء القاعدة التركية بقطر، أعلنت وزارة الدفاع القطرية في وقت سابق، إجراء أول مناورات عسكرية مشتركة بين قوات البلدين بتاريخ 16 يوليو الماضي، وذلك في أعقاب وصول الدفعة السادسة من القوات التركية السادسة الى قاعدة "العديد" الجوية، وذلك في قاعدة "طارق بن زياد" في ضواحي العاصمة القطريةالدوحة، تلتها مناورات بتاريخ الأول من أغسطس الحالي، بمشاركة ما يزيد عن 200 من الجنود الأتراك وعشرات العربات المدرعة.