أكدت نتائج أحدث دراسة علمية تدعى «أيبيك» أن نسبة الإصابة بمرض «المثانة مفرطة النشاط» والتى من أسوأ أعراضها السلس البولى تتساوى بين الرجال والنساء.. وكان الشائع أنه ينتشر بين النساء أكثر من الرجال. وأشارت الدراسة التى شملت 19 ألف رجل وامرأة فى أعمار تتراوح بين 18 إلى 70 عاماً فى عدة دول أوروبية، أن نسبة الإصابة بالمرض بلغت 12٪، ورغم أن نسبة الإصابة واحدة بين الجنسين، إلا أن نسبة تسرب البول اللا إرادى لدى السيدات أكثر من الرجال وذلك نتيجة الحمل والولادة والتى تؤدى إلى حدوث ضعف فى عضلات الحوض. فيما أشارت الإحصاءات إلى أن 33 مليون شخص فى الولاياتالمتحدةالأمريكية يعانى من المثانة النشطة، وأن من بين 49 مليون مريض فى أوروبا، يوجد 44 مليوناً لا يتلقون العلاج. وقد أوضح الدكتور بول أبرامز، أستاذ المسالك البولية بجامعة بريستول بالمملكة المتحدة واستشارى جراحة المسالك بمستشفى ساوث ميد بريستول ورئيس معهد بريستول للمسالك البولية- خلال المؤتمر العلمى الذى عقد أخيراً وضم عدداً من الأطباء المتخصصين أن أمراض ارتفاع ضغط الدم والاكتئاب والحساسية الصدرية ومرض السكر والسمنة وحالات الإمساك المزمن والتدخين قد تزيد من نسب الإصابة بمرض المثانة مفرطة النشاط، ولا ترتبط المثانة النشطة بسن معينة، ولكن بالطبع تزيد معدلات الإصابة مع التقدم فى العمر. وأضاف د.أبرامز: عموماً لا يوجد سبب معروف واضح حتى الآن للإصابة بالمرض، ولكن من الجدير بالذكر أن الحالة النفسية قد تؤدى إلى تفاقم أو تحسن حالة المريض، وبالنسبة لمريض السلس البولى، فإن شرب الماء أكثر من اللازم، وتناول المشروبات التى تحتوى على الكافيين أو الكحول يزيد من حدة الأعراض. وقد أوضح أن أهم أعراض هذا المرض هو الإحساس المفاجئ بالحاجة للتبول، وفى بعض الأحيان عدم القدرة على الانتظار لإكمال أى عمل وكذلك زيادة عدد مرات التبول، وقد تمتد الأعراض لتشمل عدم القدرة على التحكم وانفلات قطرات البول فى بعض الأحيان مما يؤثر على حياة المريض العملية وفى الكثير من الأحيان تحدث مضاعفات مثل الالتهابات الجلدية والتهابات قناة مجرى البول، فإذا أخذنا فى الاعتبار زحام الطرق، وعدم توفر دورات مياه عامة فى الشوارع، فإنه يمكننا أن ندرك تأثير هذا المرض على جودة الحياة. وأيضاً يتسبب المرض فى إصابة المريض باضطرابات النوم بسبب الاستيقاظ المتكرر طوال الليل لدخول الحمام، وقد تتفاقم المشكلة لدى كبار السن فى حال تعرضهم للوقوع والإصابة بالكسور ومضاعفاتها، فهناك إحصائيات تظهر أن الوفيات من 1 إلى 3 ٪ بسبب مضاعفات الإصابات المترتبة على الكسور بسبب السلس البولى بين كبار السن، فإذن السلس البولى ليس مرضاً قاتلاً لكنه يؤثر بدرجة كبيرة على جودة الحياة وقد يترتب عليه الإصابات والوفاة فى حالات كبار السن. كما يؤثر السلس البولى على الحياة الاجتماعية للمريض، فيؤدى إلى العزلة نتيجة الخوف من الإحراج بسبب كثرة دخوله الحمام أو ابتلال الكرسى نتيجة للتسرب البولى، وقد يصل الأمر لعدم مغادرة المنزل، وأشارت بعض الدراسات إلى أن المرض يؤثر على العمل والوظائف بالنسبة للمريض. وأشار د.أبرامز إلى أن الخطوة الأولى لعلاج المرض هو تغيير نمط الحياة عن طريق الإقلاع عن التدخين أو اتباع نظام غذائى لتخفيض الوزن وتناول المياه طبقاً للاحتياج الفعلى فقط وهو ما يسمى بالعلاج التحفظى. وإذا لم تؤدِ تلك الخطوة إلى التحكم فى السلس البولى، تبدأ الخطوة الثانية بتناول العلاجات الحديثة وقد أثبتت الأبحاث العلمية فى هذا المجال دور العقاقير المثبطة لمستقبلات المسكارين الفعالة فى المثانة النشطة وأنها تساعد على تراخى المثانة وأيضاً تخفض بفعالية الحاجة الملحة للإسراع بالتبول والتى تأتى دون سابق إنذار، وهذه العقاقير آمنة وتؤدى إلى تحسن الأعراض سريعاً وتزيد الفترة التى ينام فيها المريض دون الاحتياج إلى الاستيقاظ من النوم للتبول. وفى بعض الحالات المرضية المتقدمة، قد يتم اللجوء إلى بعض الجراحات المتخصصة والتى تصل نسب النجاح فيها إلى 60% بين المرضى المصابين، ولكن تكلفتها مرتفعة جداً.