صحف عالمية: تعليق صفقة «F 16» ضغط أمريكى حتى لا يتم إقصاء «الإخوان»

«وول ستريت»: قرار مناقض لسياسة أمريكا.. «نيويورك تايمز»: تعبير عن غضب أمريكا من إقصاء الإخوان

أثار قرار «البنتاجون» تعليق إرسال طائرات «F 16» لمصر جدلاً فى الصحف العالمية، فقالت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأمريكية، إن هذه الخطوة تناقض سياسات واشنطن الأخيرة تجاه مصر وتأكيدات مسئولى «البنتاجون» فى وقت سابق أن أمريكا تعتزم المضى قدماً فى تسليم الطائرات حتى فى أعقاب إطاحة الجيش ب«مرسى»، فضلاً عن تمسك البيت الأبيض بعد تسمية تدخل الجيش فى مصر بالانقلاب.
وقالت مجلة «فورين بوليسى» الأمريكية إن قرار تعليق صفقة طائرات «F 16» يعنى أن واشنطن تحاول ممارسة الضغوط الدبلوماسية عن طريق الطائرات القتالية. وتساءلت الصحيفة عن سبب تغير سياسة أمريكا تجاه مصر خلال أيام قليلة، فواشنطن فى 11 يوليو الحالى أعلنت أنها ستمضى قدماً فى صفقة الطائرات ثم غيرت موقفها أول أمس. وأضافت الصحيفة: ربما يكون خطاب وزير الدفاع عبدالفتاح السيسى الأخير الذى دعا فيه لتفويض من الشعب بمواجهة الإرهاب، وأكد أن خطة المرحلة الانتقالية لن تشهد أى تغير، هو السبب.
وفى سياق متصل، ذكرت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية أن هذا القرار مؤشر على الاستياء الأمريكى من استمرار العنف واحتجاز الرئيس السابق، وإقصاء الإخوان فى العملية الانتقالية ولكنه لا يذهب إلى حد تدمير العلاقات بين البلدين. واستشهدت بما قاله مسئول فى البيت الأبيض رفض ذكر اسمه، إن أمريكا كانت واضحة جداً مع الجيش المصرى وأنها تتفهم أن هذا الوضع صعب بالنسبة لمصر، ولكنها تريد العودة للمسار الصحيح ومحاولة «كسر عنق» الإخوان لن يكون أمراً جيداً لمصر أو للمنطقة بأسرها. وأضاف مسئول آخر أن طائرات «F 16» ليس لها دور فى الاضطرابات الداخلية فى مصر وأن مصر لا تواجه أى خطر خارجى وشيك يتطلب طائرات حربية، لذلك أرجح أن أثر القرار الحقيقى يتعلق بجرح كبرياء الجيش المصرى.
وقالت صحيفة «الجارديان» الأمريكية إن قرار «البنتاجون» هو انتقاد ضمنى للطريقة التى تصرفت بها المؤسسة العسكرية المصرية منذ الإطاحة بالرئيس مرسى، مشيرة إلى أن قرار وزارة الدفاع الأمريكية جاء فى أعقاب قرار المملكة المتحدة بوقف تصدير الأسلحة إلى الجيش والشرطة المصرية بعد تلقيها تقارير عن السلوك العنيف من قِبل قوات أجهزة الأمن المصرية تجاه مؤيدى «مرسى». وأضافت أن القرار جاء بعد خطاب وزير الدفاع المصرى الفريق عبدالفتاح السيسى الذى حث فيه الشعب على النزول لتفويضه ضد الإرهاب، الأمر الذى فسره الكثيرون بأن يكون مقدمة لحملة ضد لأنصار «مرسى». وأردفت الصحيفة أن هذه الخطوة لن تفعل شيئاً يذكر لتهدئة تصاعد المشاعر المناهضة للولايات المتحدة من جميع الفصائل فى مصر، فانتشرت الرسائل المسيئة الموجهة إلى كل من الرئيس الأمريكى باراك أوباما والسفيرة الأمريكية فى القاهرة «آن باترسون» فى مصر من أنصار «مرسى» ومعارضيه الذى يتهم كل منهما أمريكا بدعم الطرف الآخر. كانت واشنطن قد أعلنت أمس الأول أنها ستؤخر تسليم 4 طائرات حربية مقاتلة من نوع «إف 16» إلى مصر وسط الوضع القلق الذى تعيشه البلاد بعد قيام الجيش بعزل الرئيس المصرى محمد مرسى. وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) جورج ليتل إن القرار اتخذ «نظراً للظروف التى تمر بها مصر حالياً». والطائرات الأربع هى جزء من صفقة أكبر تضم 20 طائرة وصل منها إلى مصر 8 بالفعل.