من مصفف شعر حريمى إلى بائع طرح.. هكذا تبدل حاله من قبل الثورة إلى بعدها، قبل الثورة كان متابعا جيدا لأحدث قصات الشعر وآخر صيحات الماكياج، بحكم عمله فى الكوافير الذى يمتلكه طوال 25 عاما، وبعد الثورة قرر أن يتوب عن هذا العمل ويقف فى الشارع ليبيع «طرحاً» للمحجبات. حسن الشهير ب«حسن كوافير» لم تعد له أى علاقة بهذه المهنة، ويحكى أنه قابل يوما شيخا ملتحيا فى مسجد، كان إلى جواره وهو يصلى، التفت إليه وقال له «إنت بتشتغل إيه؟» فرد: كوافير حريمى، فانزعج الشيخ كثيرا وقال له: أعوذ بالله. ومن يومها فكر فى أن يغير مهنته بعد أن شعر أن ما يكسبه منها حرام. بعد الثورة وبعد إطلاق عدد كبير من الرجال للحاهم وارتداء جلابيب بيضاء تماشيا مع المشهد السياسى الجديد الذى يشهد غلبة لأنصار التيار الإسلامى، قرر أن ينفذ ما كان يفكر فيه ويبتعد عن مهنته إلى أى مهنة أخرى. حسن تزوج متأخرا لأنه كان لا يثق فى أى امرأة من كثرة ما ورد عليه من حكايات يشيب لها شعر الوليد: «لما جه ابنى الصغير بدأت أفكر فى التوبة، خاصة لما قابلنى الشيخ الملتحى اللى نصحنى بالعمل فى مهنة أخرى». الثورة ساعدته كثيرا على تغيير اتجاهه، فهو يرى أن كل الناس اتغيرت فلماذا لا يتغير هو: «الجلاليب بدأت فى الظهور واللى كان بيخاف يربى دقنه من أمن الدولة بدأ يربيها.. خلاص الإسلام رجع تانى والناس رجعت لربها». أول ما فعله حسن هو إغلاق محله وبيع كل محتوياته وتذكر كلمات الشيخ: «ماتخفش على الرزق.. القليل هيبقى كتير المهم البركة». هذا ما لمسه حسن ودلل عليه بقوله: «ماحستش ببركة ربنا غير دلوقت.. الأول كان ممكن يبقى معايا خمسين جنيه واستلف عشان اليوم يكمل.. دلوقتى الخمسة جنيه بتقعد لتانى يوم».