أوقات كتير بيكون الهروب من الواقع بألمه وصراعاته وخلافاته هو حل مؤقت، وده بالنسبة لى بيكون عن طريق مشاهده فيلم للعبقرى إسماعيل ياسين، أو الأسطورة نجيب الريحانى، بتشوف ناس تانية عايشين حياة تانية فى زمن تانى، بلغة حوار مختلفة، صحيح إنه تمثيل ومش واقع، بس وماله.. لما بتشوف ملابس الزمن ده وديكوراته وشكل الشوارع، يعنى أهو، بتفصل شوية. كل جيل بيكون له طريقته فى التعبير عن نفسه "لبسه، مزيكته اللى بيسمعها، أكلاته المميزة، طريقة ولغة حواره ومفردات كلامه"، أكيد فيه تنوع ومش كلهم بيتفقوا، بس بتكون فيه سمات وصفات مشتركة عند أغلب الجيل. جيل الأربعينات والخمسينات مثلا معظمهم بيحبوا أم كلثوم وعبد الوهاب وعبد الحليم، وكانوا بيحبوا يطولوا شعرهم لو "أكرت"، أو يجيبوه على جنب لو ناعم شوية، الجيل اللى قبلهم كان بيلزق شعره على ورا زى أنور وجدى، ويبرموا شنباتهم، واللى قبلهم كانوا بيلبسوا طربوش، وده تبعا لاختلاف الأذواق والفترة الزمنية والموضة. أنا بنتمى لجيل التمانينات وبعتبره بمنتهى التحيز الجيل اللى لحق آخر الحاجات الحلوة: "المسحراتى، مسلسل الساعة 7، نيللى وشيريهان وفطوطة، عمو فؤاد وجدو عبده، عمرو دياب ومنير واستمرارهم، مصطفى قمر وإيهاب توفيق وهشام عباس واختفاءهم وظهورهم تانى، عادل إمام، خامسة وسادسة ابتدائى، كأس العالم 90، زلزال 92، دكتور مصطفى محمود، نظام التحسين فى الثانوية، الشيخ الشعراوي"، ذكريات جميلة بفتكرها بتأثر كبير، وإحساس صادق بأنها أحلى أيام العمر. كمان فى فترات زمنية ما عشتهاش وعاشتها الأجيال اللى قبلنا، لما بقرأ عنها وأشوف صورها بيحصل لى نفس الحنين وكأنى عشتها: "فترة النهضة فى عصر محمد على، ثورة عرابى، ثورة 19 حسيتها قوى فى ثلاثية نجيب محفوظ-، فترة الملك فاروق والحراك السياسى وتنوع الأحزاب وقدرة الشعب على تغيير الحكومة، ثورة 52 وجلاء الملك وفرحة الشعب، فترة النكسة رغم ألمها، نصر 73"، ده طبعا غير أسلوب وطريقة حياة وحاجات كتير بحبها فى الأجيال اللى قبلنا: "نضافة الشوارع وشياكة ورقى المواطنين، وأناقتهم رجالة وستات بغض النظر عن مستواهم المادي". وبرضه حاجات كتير ما بحبهاش وباتريق عليها عند اللى سبقونا، يعنى عمرى ما أتخيل إنى كان ممكن أقول لأمى "يا نينة"، مثلا أو لأخويا الكبير "يا أبيه"، ما أحبش اسمع أسمهان، بس بحب أم كلثوم، ما أحبش آكل الخبيزة أو الكشك. فى الجيل اللى بعدى بحب ذكاءهم وقدرتهم على مواكبة التطور والتكنولوجيا، بحب تنوع مزيكتهم، وبكره بعض مفرداتهم وكتير من ذوقهم فى اللبس والشكل عموما، ومشفق عليهم من تدنى مستوى كتير من الأعمال الفنيه اللى بتتقدم لهم فى السينما والتليفزيون، بس فيه حاجات بعتقد إنه لازم يتفق عليها كل الأجيال، ومهما الواحد كبر وبلغ من العمر بيفضل عنده حنين ليها، وكل ما يفتكرها يدمع ويبتسم فى نفس الوقت ويحس براحة نفسية، زى "لمة العيلة فى الأعياد والدفا بوجودهم، تجمع الأسرة فى المصيف على البحر وإحساس الراحة والأمان، اللمة فى فرح أو ميلاد أحد الأقارب، تذكر شهر رمضان والأجواء والروحانيات فى وجود الأهل". ربنا يديم علينا نعمة العيلة والدفا واللمة، ويحفظنا من كل شر ونفضل متجمعين رغم الاختلاف. يمكنكم التواصل مع الكاتب من هناhttps://www.facebook.com/yehia.mahmoud.12?ref=br_rs https://www.instagram.com/yehia_mahmooud/