خاض أكبر التحديات فى تاريخ الكرة الإسبانية بداية من توليه فريق ريال مدريد الذى عرف وقتها باسم «الأحجار الكريمة» فى مطلع الألفية، وحتى قبوله تدريب المنتخب الإسبانى أعقاب الإنجاز التاريخى الذى حققه سلفه لويس أراجونيس بالتتويج بلقب بطل أمم أوروبا 2008، إلا أن المدرب المعروف بهدوئه، مارس هوايته فى التتويج بكل اقتدار واستمر فى تحقيق الألقاب فى المهمتين الانتحاريتين. فى 23 ديمسبر 1950 رزق فيرمينت ديل بوسكى وماريا جونزاليس بابنهما الذى أطلقا عليه اسم فيسنتى، وظهر ميل الطفل للعب كرة القدم، حتى انصاع الوالد لرغبات طفله وألحقه وهو فى سن السادسة عشرة بفريق سالامنتينو قبل أن ينضم بعدها الشاب الصغير للفريق الملكى عام 1968 ويخطو أولى خطواته فى حقل الكرة الإسبانية. اختار ديل بوسكى اللعب لخط الوسط، وخاض مسيرة كبيرة فى الملاعب الإسبانية لعب خلالها 441 مباراة أحرز فيها 30 هدفاً، وخاض 18 مباراة بقميص منتخب بلاده. إلا أن اللاعب صاحب الشخصية القوية ظهر عليه الميل للقيادة وحب الخطط التكتيكية، ولم ينتظر ديل بوسكى كثيراً عقب اعتزاله اللعب، وانضم على الفور للجهاز التدريبى لفريق الشباب بريال مدريد. ديل بوسكى العاشق للقميص الأبيض لم يدرب أى فريق طوال مسيرته التدريبية الطويلة سوى ريال مدريد، باستثناء الفترة من 2004 وحتى 2008 والتى أشرف فيها على تدريب فريق بيشكتاش التركى، ثم تولى بعدها مهمة تدريب المنتخب الإسبانى. وديل بوسكى متزوج ولديه ثلاثة أبناء، ولدان وبنت واحدة، والغريب أنه أطلق على أحدهما اسم فيسنتى ديل بوسكى. كان التحدى الأول فى مسيرة ديل بوسكى هو تدريب ريال مدريد مطلع الألفية بعدما أطلق رئيس النادى فلورنتينو بيريز مشروع «مجرة النجوم» وضم عددا كبيرا من نجوم الكرة العالمية، بالإضافة لاكتشافه للعديد من اللاعبين الصغار على رأسهم الحارس إيكر كاسياس، ونجح ديل بوسكى بالفعل وتوج بلقب دورى الأبطال عامى2000 و2002، وتمكن من قيادة كتيبة النجوم بتناغم تام، حتى ساءت الأمور وقرر ديل بوسكى الابتعاد عن بيته الذى قضى فيه نحو 40 عاماً ما بين لاعباً ومدرباً. عاد عاشق التحديات لممارسة هواية الانتحار، بعدما تولى مسئولية المنتخب الإسبانى عقب تتويج الفريق بلقب يورو 2008، إلا أنه فاق التوقعات وخطف لقب بطل العالم لأول مرة فى تاريخ منتخب بلاده ليصبح المدرب الثانى فقط فى تاريخ الكرة العالمية الذى يحقق لقب بطل العالم وبطل دورى الأبطال، رفقة الإيطالى الكبير مارتشيلو ليبى. جاء فوز العجوز الإسبانى بيورو 2012، ليزيد من صفحات كتاب التاريخ، حيث بات المدرب الوحيد على مر التاريخ الذى يحافظ على لقب الأمم الأوروبية لبلاده بالإضافة لأنه الفريق الثانى الذى يحقق لقب الأمم الأوروبية عقب التتويج بكأس العالم، والفريق الوحيد الذى يحصد ثلاث بطولات كبرى بصورة متتالية، بعدما فاز بيورو 2008 ومونديال 2010 ويورو 2012 ليواصل «البطل الهادئ» بطولاته.