سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
"الوطن" ترصد اشتباكات "الإخوان" والأهالي بدمياط أمس وتحطيم محال أعضاء الجماعة شاهد عيان: سيارة شرطة "بوكس" نقلت مسلحين للاعتداء على مؤيدي مرسي.. و"الإخوان" سحلوا ناشطا بسبب رفعه صورة السيسي
شهدت محافظة دمياط اشتباكات عنيفة وحرب شوارع بميادين الجلاء وشارع التحرير وميدان الساعة وشوارع التجاري أمس، بين أعضاء جماعة الإخوان المسلمين والأهالي، استُخدِمت فيها الأسلحة البيضاء والشوم. وبدأت الأحداث حينما انطلقت مسيرة ضمت نحو ثلاثة آلاف متظاهر من مؤيدي الرئيس السابق محمد مرسي من مسجد شركة المياه إلى ميدان الساعة، استعانت خلالها الجماعة بأنصارها من خارج المحافظة وإخوان سوريا، وكان في مقدمة المسيرة الشيخ ربيع أبوعيد المتحدث الإعلامي باسم رابطة علماء الأزهر، وكانت المرة الأولى التي يحتل فيها أعضاء الجماعة الميدان بعد مرور قرابة شهرين، رغم تواجد عناصر تأمين للميدان بأطرافه. وردد مؤيدو الرئيس السابق هتافات من بينها "الحكاية مش إخوان، الحكاية عسكر خان" و"في صلاة الفجر، قتلوا إخواتنا غدر" و"يا للعار يا للعار، قتلوا إخواتنا بالنار" و"هما معاهم تليفزيون، وإحنا معانا رب الكون" و"إحنا السلطة وإحنا الشعب" و"الجيش المصري بتاعنا، والسيسي مش تبعنا" و"يا برادعي يا عميل، ليه بتروح إسرائيل"، ورفعوا صور قتلاهم ولافتات حملت شعارات "الشرعية خط أحمر"، كما نشروا لجان تأمين على مداخل ومخارج الميدان، وطافت سيارات ملاكي ودراجات بخارية يقودها إخوان للتأهب للتحرش بأي من يساورهم الشك تجاهه. ووقعت الاشتباكات حين وصل نحو 30 من الأهالي على الجانب الآخر من اتجاه ميدان الجلاء، ورددوا هتافات "الجيش والشعب إيد واحدة" ورفعوا صور الفريق أول عبدالفتاح السيسي وزير الدفاع، فرد أعضاء الجماعة بهتافات معارضة للجيش ووصفوا الآخرين بالقلة المأجورة، ما دفع محمد رضوان منسق حركة "صوت مصر الحر"، للاقتراب ورفع صورة السيسي، فسحبته مجموعة من أعضاء الإخوان حتى ميدان الساعة باتجاه الكورنيش وسحلوه على الأرض، كما تعدوا عليه بالشوم والأسلحة البيضاء، واتهموه بأنه كان يحمل "مطواة" وحاول الاعتداء عليهم. وطارد مؤيدو مرسي معارضيهم وأسروا عددا منهم وسلموهم للشرطة والقوات المسلحة مدَّعين أنهم كانوا يحملون أسلحة، واحتجزوا عددا آخر بالشوارع الجانبية واعتدوا عليهم بالشوم والسلاح الأبيض، ولم تتدخل قوات الأمن المركزي والقوات الخاصة لفض الاشتباكات رغم انتشارها لتأمين مداخل ومخارج الميدان، وتواجدت عناصر أمنية تابعت ما يحدث عن كثب وأمَّنت المارة قدر الإمكان. وقال السيد النيلي شاهد عيان: "فوجئنا بمؤيدي مرسي يحملون أسلحة بيضاء وعصيا ويعتدون على معارضيهم، وانتشرت سياراتهم في كل مكان لصدم من يحاول الاقتراب". وأكد م. ث. شاهد عيان، أنه رأى سيارة "بوكس" يستقلها خمسة أشخاص يرتدون زي شرطة، ونزلوا منها ومعهم أسلحة بيضاء واعتدوا على بعض أعضاء جماعة الإخوان المسلمين، كما حاولت سيارة تابعة للإخوان دهس الناشط محمد رضوان حينما اقترب من تجمعهم ومعه صورة السيسي". ولفت شريف السيد مرعي إلى أن مجموعة من الأهالي ضربوه بالعصي ظنا منهم أنه ينتمي لجماعة الإخوان. وفي الثانية والنصف صباحا، انسحب مؤيدو مرسي من ميدان الساعة بعد اشتباكات استمرت قرابة الساعتين، وأسفرت عن سقوط أربعة مصابين، تم نقل اثنين منهم إلى المستشفى العام واثنان للتخصصي. والمصابان اللذان تم نقلهما للمستشفى التخصصي هما محمد محمد رضوان (35 عاما - منسق حركة "صوت مصر الحر")، المصاب بجروح قطعية بالرأس والفخد الأيمن وخدوش بالساقين وكدمات بالعينين، وأحمد محمد العزاق (19 عاما)، المصاب بجرح قطعي باليد. وتعرضت مراسلة "الوطن" لمحاولات اعتداء من أعضاء جماعة الإخوان، حيث حاصرها ما يقرب من 15 منهم بمدخل شارع الجلاء أثناء الاشتباكات وحاولوا منعها من التصوير، كما هددوها بالتعرض لها حال عدم نقل ما يريدونه دون التزام الحياد، وأشهر أحدهم مطواة في وجهها أمام على مرأى ومسمع من الجميع، وطالبها أحد قيادات حزب الحرية والعدالة بعدم تصوير اعتداءاتهم على الأهالي، وإلا سيكون غير مسؤول عما قد يحدث لها. وشيَّع الآلاف من أبناء دمياط جنازة الشهيد فادي علي منتصر من مسجد النصر بعزب النهضة عصر أمس، في ظل غياب قوات الشرطة والجيش. ولقي فادي شهيد القوات المسلحة مصرعه بسيناء أول أمس، أثناء هجوم مسلحين على مبنى الإذاعة والتليفزيون بحي المساعيد، أسفر عن استشهاده بطلق ناري بالرقبة. واثناء تشييع الجثمان تجددت الاشتباكات مرة أخرى بين الأهالي والإخوان، وحطم عدد من الأهالي محل "خلود النيل" أحد أشهر محال الملابس بدمياط، الذي يمتلكه سعد عوض أحد قيادات الجماعة بالمحافظة. ووقعت اشتباكات بين الأهالي والعاملين بالمحل بالحجارة، أسفرت عن تحطيم واجهة محل "البدري بلازا"، وهو ما اعتبره المعتدون رد فعل على سحل الناشط محمد رضوان، كما تم تحطيم لافتة محل حلويات سوري بشارع التحرير.