سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
«الوطن» ترصد: 5 مشاهد تكشف استراتيجية الجيش الجديدة لحصار العنف غلق المداخل المؤدية لأماكن المظاهرات وقصر المرور على السكان والمرضى..والإخوان يحتلون النصب التذكارى فى 10 رمضان
بعد أن أصبح العنف سمة مظاهرات أنصار محمد مرسى، وبات سقوط قتلى وجرحى أمراً اعتيادياً، نتيجة الاشتباكات المتبادلة مع قوات الأمن أو بلطجية أو مواطنين، ابتدع الجيش استراتيجية أمنية جديدة لحقن الدماء تمكنه من السيطرة على المظاهرات بأقل قدر من الخسائر وتعتمد على «الحصار» عن طريق إغلاق مداخل الطرق المؤدية إلى أماكن المظاهرات، وتطويق المتظاهرين أمام المنشآت الحيوية. «الوطن» ترصد 5 مشاهد لنجاح استراتيجية الجيش، ومرور فعاليات أمس دون وقوع ضحايا، على الأقل فى القاهرة، وتحويل العاصمة إلى مدينة أشباح خالية من السيارات والمارة. المشهد الأول: محيط القصر الجمهورى - حدائق القبة الثامنة مساء، هدوء نسبى فى الشوارع القريبة القصر، الاقتراب من محطة مترو الأنفاق يكشف التكدس المرورى المتصاعد، سيارات فى الطريق المعاكس، ومارة لا يستطيعون الوصول إلى وجهتهم، «الفنجرى مقفول» على حد تعبير أحدهم. الكوبرى الذى يصل شرق القاهرة بغربها تقف عليه مجموعة من جنود القوات المسلحة، ومنعت قوات الجيش مرور السيارات والمارة فوق كوبرى «الفنجرى» وفضلت، طبقاً لخطتها الأمنية، فتح مخرج وحيد فى الكوبرى يُفضى إلى منطقة منشية الصدر. المشهد الثانى: طريق صلاح سالم قرب شريط قطار البضائع الذى يقطع الشارع، اصطف الحضور، حاملين عبوات تحوى وجبات إفطار، وانتظروا أذان المغرب، آملين أن ينصرهم الله -حسب وصفهم- بعودة محمد مرسى للحكم، فيما كان غروب الشمس سبيلهم لاتخاذ الحديقة المتاخمة لمستشفى الأمراض العقلية والنفسية مكاناً لوجودهم، قبل أن يبدأ الجيش حصار المكان وغلق الشارع من ناحية مدينة نصر، ما اضطرهم إلى المغادرة فى طريق نادى الحرس الجمهور. المشهد الثالث: ميدان العباسية عقب المرور من نفق الزعفران الواصل بين منطقتى منشية الصدر وشارع الخليفة المأمون مروراً بجامعة عين شمس، تظهر مدينة أشباح خلت إلا من أصوات أقدام الطلبة والأسر المتخذة من السير على الأقدام سبيلاً إلى ميدان العباسية، لا يوجد بالمنطقة سوى مصباح بلون أصفر شاحب صادر من لافتة المدينة الجامعية للطلبة، بينما يسد الأفق سلك شائك بعرض الطريق، يقف أمامه شاب ثلاثينى بدراجته البخارية طالباً من رجال الجيش العبور، فيرفضون طالبين منه ترك دراجته البخارية تحت حمايتهم حتى ينهى مشواره الخاص فى «عبده باشا». المشهد الرابع: وزارة الدفاع «نقطة أمنية» هكذا تُعلن اللافتة الحمراء المعلقة على الأسلاك الشائكة التى قامت مجموعة من المهندسين العسكريين بمدها على عرض الطريق المؤدى للمدخل الخلفى للوزارة، بوابة صغيرة وقف عليها جنود مدججون بالسلاح يسألون المارة عن وجهاتهم «لو من سكان المنطقة اتفضل ولو رايح مستشفى القبة ممكن تخش، غير كده لأ» قالها ملازم مؤكداً أن التعليمات الصادرة له تُفيد بمنع «أى كائن» من المرور، النقطة الأمنية تقطع الطريق الخلفى ل«جسر السويس»، وهو أحد أهم المحاور المرورية فى القاهرة كونه يربط شمال القاهرة بجنوبها، خلف الأسلاك. المشهد الخامس: النصب التذكارى طيلة 32 عاماً كان النصب التذكارى للجندى المجهول وضريح الرئيس الراحل محمد أنور السادات يستقبلان زوارهما فى يومى العاشر من رمضان والسادس من أكتوبر من كل عام، بحضور رئيس الدولة وقادة الجيش، لكن هذا العام حالت الظروف السياسية دون هذا التقليد، وحل محل زوار النصب والضريح، أنصار محمد مرسى، ضمن اعتصامهم الممتد حتى إشارة رابعة العدوية على طول طريق النصر. ومع اقتراب منتصف الليل حاول نحو 200 شخص الخروج فى مسيرة متجهة من ميدان رابعة العدوية فى الطريق إلى نادى الحرس الجمهورى عبر الشارع الواقع على طرفيه مسجد آل رشدان واستاد القاهرة، غير أن قوات الجيش أطلقت قنابل غاز لتفريق الجموع، ليعود الهدوء، اللهم إلا من نداءات سائقى الميكروباصات التى تقل مسافرى الإخوان إلى ميدان رمسيس فى طريق العودة إلى ديارهم دون أن يعود «مرسى» إلى الحكم.