بين إعلانات الزيت والسمن والصابون وكل السلع الغذائية التى تُعرض بكثافة فى رمضان وتحظى بنسب مشاهدة مرتفعة، تُعرض إعلانات أخرى تكاد تكون منفصلة عن الواقع الذى يعيشه غالبية المصريين.. فيلات ملحقة بحدائق خضراء وحمامات سباحة وملاعب جولف، عقارات فاخرة مزوّدة بخدمات خمس نجوم، هى مضمون الإعلانات التى تعرضها الشاشات للوحدات السكنية المتميزة فى المدن الجديدة، التى تعكس مستوى رفاهية عالياً جداً أصاب المشاهدين بإحباط، خصوصاً أن هذه الإعلانات تداعب مشاعرهم بتأكيدها أن السعر مفاجأة ويساوى ثمن شقة، لكن بالاتصال بصاحب الإعلان تكتشف أن السعر يتجاوز حاجز المليونين جنيه. الدكتور عبدالرؤوف الضبع أستاذ الاجتماع، اعتبر المبالغة فى نشر إعلانات الفيلات والقصور التى تقدّر الواحدة منها بعدة ملايين، انفصالاً عن الواقع الذى يعيشه قدر ليس بقليل من المجتمع المصرى، مؤكداً أن أكثر من نصف المجتمع المصرى يعيش تحت خط الفقر، بالإضافة إلى أن نسبة العنوسة والزواج المتأخر مرتفعة، وشباب كُثر لا يجد مأوى، لذا فعرض مثل هذه الإعلانات يزيد من حالة الاحتقان لدى غالبية المجتمع المصرى الذى يسكن فى مناطق تفتقر إلى الحد الأدنى من مستوى الحياة الكريمة، خصوصاً سكان العشوائيات الذين يستقبلون مثل هذه الإعلانات بمزيد من الاستفزاز الذى يزيد من فرص الجرائم المجتمعية. الدكتور صفوت العالم أستاذ الإعلام، أكد أن مشكلة هذه الإعلانات هى الإعلان وليس المعلن الذى يعرض ما لا يتسق مع المجتمع الذى نعيش فيه، فالشاب الذى لا يجد ثمن شقة صغيرة عندما يشاهد مثل هذه الإعلانات يزيد احتقانه وسخطه على المجتمع وعلى الأغنياء عامة، فالإعلانات تعكس بروازاً لمجتمع غنى يعيش فى ثراء ورفاهية، فى حين أن الواقع الذى نعيشه ليس بهذه الصورة، فهناك محدودو دخل وبسطاء يعيشون فى شقق صغيرة ومعدمون يعيشون فى غرف وعشش. وأكد «العالم» أن أكثر الطبقات تأثراً بتلك الحملات هم الشباب الصغير الذى يتأثر بما يُعرض بشكل كبير ويزيد من إحباطه وسخطه، ثم المرأة التى تكون أكثر تطلعاً.