قبل نحو شهر، أرسل مرسى خطاباً إلى بيريز مع أوراق اعتماد السفير المصرى الجديد لإسرائيل، مشيراً إلى «بيريز» ب«صديقى العزيز»، واختتمه قائلاً «صديقك المخلص، محمد مرسى» وقد تعرض «مرسى» لانتقادات لاذعة من وسائل الإعلام المصرية لاختيار كلماته الدافئة، ولم يأت النقد فقط من الجماعات الإسلامية، فقد رأى اليساريون والليبراليون، وأنصار الديمقراطية، والشخصيات غير الديمقراطية أن هذه الصياغة انتهاك خطير للإجماع الوطنى المصرى. هذا هو مرسى الذى طلب من إسرائيل، عن طريق القادة العسكريين، السماح لمصر برفع أعداد القوات المصرية فى سيناء إلى ما بعد المستويات المسموح بها فى معاهدة السلام مع إسرائيل، بهدف مكافحة الإرهابيين، وهو من سعى إلى وقف لإطلاق النار بين إسرائيل وحماس، وهو من رفض إعادة العلاقات الدبلوماسية مع إيران، وهو من فاجأ بيريز بخطابه الدافئ. أما حماس فإنها تتخذ قراراتها دون اتباع توجهات من جماعة الإخوان، فأقامت علاقات وثيقة مع إيران «الشيعية» وبالمقارنة، فإن حماس التى فشلت فى إظهار الاحترام لمرسى، تحاول إسرائيل العمل معه، بعد أن فاجأنا بجهوده لنزع فتيل التوترات. «مرسى» الآن صديقنا المقرب، يُذكرنا بمصر التى اعتدناها فى عهد «مبارك». إذا كان «مرسى» يقاتل حماس فهو صديق لنا، وإذا كان يحارب الإرهاب فى سيناء فهو شقيقنا، سواء حول مصر إلى دولة دينية أم لا، سواء كان يعزز القيم الليبرالية أم لا، سواء كان قادراً على التعامل مع الاقتصاد المصرى أم لا، نحن لم يعد يهمنا ذلك، إسرائيل لا يهمها المصريون أو الأردنيون أو الفلسطينيون، وينبغى ألا يغيب عن بال مرسى ذلك، ومن المهم أن يعرف بيريز ولا يفاجأ أن شعب مرسى مختلف عن شعب مبارك. الشعب الآن لا يتحدث فقط لكنه يؤثر أيضاً. أخبار متعلقة: مقالان يكشفان لغز الضغط الأمريكى لإطلاق سراح «المعزول» «واشنطن بوست»: رجل أمريكا فى القاهرة