أجاد دوماً صنع الطائرات الورقية حتى صار لقبه بين أهل منطقته فى فيصل ب«صانع الطائرات»، وهو ما جعل أطفال المنطقة يتهافتون عليه لشراء الطائرات الورقية منه والمختومة بصناعة «أحمد رخا». فى مليونية «الإخلاص للثورة» قرر «عم رخا» أن يشارك ويؤازر المعتصمين بطائراته، وليعبر بها عن غضبه من الإعلان الدستورى المكمل، فلم يجد سوى هوايته القديمة ليخلق منها وسيلة للتعبير عن الرأى. «المصرى نفسه يطير، ويحقق أحلامه زى الطيارة دى»، قالها «رخا» وهو يقف فوق كوبرى «أكتوبر» يرمى الخيط بقوة فترتفع طائرته فى سماء ميدان التحرير. صمم «رخا» طائرة على شكل إنسان يرتدى علم مصر، اشترى قماشها بنفسه من سوق العتبة وقام بحياكته على يديه وصنع هيكلها من مواسير الألمنيوم كى تطير إلى مسافات بعيدة: «على قد الحال حاولت أوصل رسالتى». الدهشة التى اعتلت وجوه المتظاهرين والواقفين على الكوبرى كانت بسبب المسافة البعيدة التى وصلت إليها الطائرة التى كادت تنافس «برج القاهرة» فى ارتفاعه، مما أثار ضحكات «رخا» الذى قال: «كنت عضواً فى مركز ثقافة جوية منذ صغرى مما جعلنى خبيراً فى نظرية الطيران ومستلزماتها». «مش لازم تبقى من الإخوان علشان تنزل الميدان وتعبر عن مطالبك».. كلمات رددها «رخا» الحاصل على مؤهل متوسط معلناً عدم انتسابه لأى جماعة أو فصيل سياسى، فكل ما يبحث عنه هو العدالة وتطبيقها بعد أن خذله المجلس العسكرى مرتين، الأولى عندما تم الإفراج عن المتهمين الأجانب فى قضية التمويل الأجنبى، والثانية عندما تم إصدار الإعلان الدستورى المكمل. ورغم خوفه من أن يؤذيه أحد فى لقمة عيشه حيث يعمل فى إحدى الجهات التابعة لوزارة المالية فإنه أصر على النزول إلى ميدان التحرير: «عايز أعلم بناتى الاتنين إن الظلم ممكن يترفض حتى لو بطيارة قماش».