«إحنا محدش سأل فينا وحتى الجمعية اللى متابعين فيها.. إحنا فى الدويقة مش محتاجين زينة.. محتاجين أكل»، قالتها إحدى السيدات وقد بدا على وجهها المتعب بعض من الرجاء والعتاب، لمجموعة من الشباب الذين قرروا أن يصبوا جهدهم مع الأيام الأولى للشهر الكريم فى إسعاد أطفال الدويقة، عبر العمل على تعليق 750 مترا من زينة رمضان. فوانيس مع الأطفال وتوزيع البلالين والكثير من الزينة، سلم لف الحوارى كشوارع ضيقة وحارات دخلها الشباب لأول مرة فى حياتهم: «تلاقى حوارى جديدة وناس جديدة جيالك وتقولك تعالى علق فى حارتنا» تحكى شروق قنديل، إحدى شابات المجموعة التى جابت شوارع الدويقة، فى محاولة منهم لوضع لمسة افتقدها الكثير من شوارع مصر، فى ظل التخمة السياسية التى تعانى منها البيوت. «شروق» التى تسكن فى القاهرة الجديدة لم تحظ بزينة فى شارعها الموجود بالحى الراقى، لكنها أرادت أن يحظى بتلك الميزة من يسكنون شوارع الدويقة الضيقة: «سمعنا كلام كتير، وناس كانت تقولنا انتوا نورتوا الشارع ربنا يكرمكوا، رمضان كريم» مواقف عديدة مر بها الشباب الناشط فى الخير: «لما حاجة كبيرة بفرع زينة تعلقه على شباكها تقعد تدعيلك وتبوسك، ولما طفلة تكتب على الفانوس بحبك يا ميس شروق، نعرف إن الناس دى تستحق تفرح بجد». «شروق» التى شاركت فى الكثير من الأعمال الخيرية من قبل، اكتشفت العديد من الشوارع والحارات المنسية فى المنطقة: «كنت بقول فيه مناطق أسوأ من الدويقة لكن لما لفيت، شفت حوارى منسية وناس بتخدم وتضايف وهم مش معاهم، حالة تخلينا نفكر مليون مرة فى حال الناس دى». «750 متر زينة، 100 بالونة، 9 ألواح ملونة، 5 مقصات، فانوس كبير، خيط»، أدوات بسيطة تسببت فى سعادة الكثيرين، وجعلت المزيد من خطط الخير توضع: «من بعد كلام الست الطيبة اللى قالت لنا إنهم مش محتاجين زينة قد ما هم محتاجين أكل، مش هوّدى زينة المرة الجاية، خلاص الأطفال فرحت وجه الدور على الكبار كمان يفرحوا، أهل الدويقة طيبين ويستاهلوا كل خير».