وضعه قدره ليكون معبرًا عن مرحلة جديدة تعيشها مصر، بعد ثورة 30 يونيو.. سيوضع تحت المجهر خاصة وأنه جاء بعد نائبين.. الأول تم احتسابه على نظام الرئيس المخلوع "حسني مبارك"، والآخر تم احتسابه على نظام الرئيس المعزول "محمد مرسي".. فهل سيكون معبرًا عن الفترة الجديدة التي تعيشها البلاد، وتحاول فيها أن تنفض عن كاهلها غبار عام من حكم الجماعة. إنه المستشار هشام بركات، الذي وقع الاختيار عليه ليكون نائبًا عامًا جديدًا، خلفا للمستشار عبد المجيد محمود الذي عاد إلى منصبه بحكم قضائي، إلا أنه اعتذر عن عدم الاستمرار، بعدما أوصل الرسالة التي كان يريدها إلى نظام الرئيس المعزول. ويعد المستشار هشام محمد زكي بركات النائب العام الجديد من القضاة المدافعين على استقلال القضاء، إلا أنه لم يكن في يوم من المنتمين إلى تيار معين بين القضاة. ولد هشام بركات في 21 نوفمبر من عام 1950، حصل بركات على ليسانس الحقوق من جامعة عين شمس بتقدير جيد جدًا عام 1973، وفي نفس العام بدأ العمل في النيابة العامة معاونًا للنيابة، ثم تدرج في العمل بالعديد من النيابات على مستوى الجمهورية والتحق بالعمل في المحاكم الابتدائية ثم الاستئناف والدوائر الجنائية حتى تولى مسؤولية المكتب الفني لمحكمة استئناف الإسماعيلية لمدة عامين خلال رئاسة المستشارين ايميل حبشي ونبيل صليب لها. في الأول من يوليو الجاري، تولى صليب رئاسة محكمة استئناف القاهرة، ومعه نقل المستشار هشام بركات للعمل في محكمة استئناف القاهرة، قبل أيام من اختيار مجلس القضاء الأعلى له لتولي منصب النائب العام خلفا للمستشار عبدالمجيد محمود. وتعد قضية مذبحة بورسعيد التي راح ضحيتها 74 شهيدا من جماهير الأهلي والتي كانت تنظرها محكمة جنايات بورسعيد إحدى أهم القضايا التي تعامل معاها المستشار بركات حيث كان رئيسًا للمكتب الفني لمحكمة استئناف الإسماعيلية حينها وفرض سياجا حديديا حول هيئة المحكمة بأعضائها الثلاث لمنع تواصل الجهات التنفيذية معها وأعلن أكثر من مرة أن أي تعامل مع هيئة المحكمة يكون من خلال محكمة الاستئناف وهو ما ظهر جليا خلال أزمة تأخر دار الإفتاء في إرسال الرأي الشرعي حول حكم المحكمة بإعدام 21 متهما في القضية، وقالت مصادر قريبة من الأحداث وقتها أن بركات أصر على إرسال مأمورية من محكمة استنئاف الإسماعيلية إلى دار الإفتاء للحصول على ملف القضية والرأي الشرعي وما يفيد رسميا أن الإفتاء لن ترسل الرأي الشرعي. وتشير السيرة الذاتية لبركات إلى أنه متزوج ولديه ثلاثة أبناء، بنتين "إحداهما حاصلة علي بكالوريوس تجارة شعبة إنجليزية وتعمل في شركة خاصة، والثانية رئيس نيابة بالنيابة الإدارية"، أما نجله الوحيد فيعمل مديرا بإحدى نيابات الإسماعيلية، بينما زوجته كانت تعمل وكيل أول للجهاز المركزي للمحاسبات وأحيلت للتقاعد.