واصلت الجماعات الإرهابية هجماتها على الأكمنة الأمنية فى سيناء، وطعن مجهولون ضابط جيش بسلاح أبيض فى العريش، ومشطت قوات الجيش مدينتى العريش والشيخ زويد بشمال سيناء بحثاً عن جهاديين، ومع ذلك قامت جماعات جهادية بتنظيم مؤتمر أمس الأول، بميدان الرفاعى وسط العريش، تحت حراسة عناصر ملثمة ومسلحة، حرضوا فيه بشكل مباشر وصريح على قوات الجيش، وتلقى عدد من قوات الشرطة تهديدات من الجماعات الجهادية على أجهزة اللاسلكى الخاصة بهم. وهاجم مسلحون يستقلون سيارة دفع رباعى نقطة أمنية تابعة للقوات المسلحة بمنطقة «الماسورة» التى تقع على بعد كيلومتر واحد من الحدود مع غزة، ولاذوا بالفرار بعد قيام القوات بمبادلتهم إطلاق النيران، دون وقوع أى خسائر، كما هاجم مسلحون مدرعة مكلفة بتأمين محطة الكهرباء بمنطقة الوحشى بالشيخ زويد. وطعن ملثم ضابطاً بالقوات المسلحة يدعى أحمد محمد أحمد محجوب، 39 عاماً، من محافظة المنوفية، بآلة حادة بالقرب من ميدان الحرية، وفر هارباً مستقلاً دراجة بخارية، وتم تحويل الضابط لمستشفى العريش العام، بعد إصابته بطعنات نافذة بالبطن والصدر. وتلقى عدد من ضباط وأفراد الشرطة، التابعين لمديرية أمن شمال سيناء، تهديدات مباشرة بالاغتيال، عبر أجهزة اللاسلكى الخاصة بهم، وطالبهم الجهاديون بمغادرة سيناء فوراً وإلا سيتعرضون للاغتيال. وأكد مصدر أمنى بشمال سيناء أن وصول التهديدات على أجهزة اللاسلكى يعنى تمكن العناصر التى أطلقت التهديدات من فك الشفرات الخاصة بالأجهزة، الأمر الذى يهدد أرواح ضباط وأفراد الشرطة، لإمكانية تتبعهم واستهدافهم عن طريق أجهزة اللاسلكى، لافتاً إلى أن النيابة العامة بدأت التحقيق فى الأمر لكشف ملابسات هذه الواقعة الغريبة. وقضت قوات الجيش ليلة أمس فى تمشيط كامل لمدينتى العريش والشيخ زويد، للبحث عن العناصر الجهادية المسلحة، التى تستهدف النقاط الأمنية للجيش والشرطة، واستخدمت القوات الطلقات المضيئة، مع تحليق مكثف لطائرة «أباتشى» على ارتفاع منخفض. ومع ذلك قامت جماعات جهادية بالعريش، والتى تعتبر المتهم الأول فيما تتعرض له سيناء من أعمال عنف، بتنظيم مؤتمر جماهيرى، بميدان الرفاعى وسط المدينة، نظمته «السلفية الجهادية» وجمعية أنصار الشريعة التابعة لها فى حضور عدد كبير من العناصر الجهادية التابعة لجماعة التوحيد والجهاد، وعلى رأسهم هانى أبوشيتة المتهم السابق فى تفجيرات طابا، وشقيق حمادة أبوشيتة المتهم فى الهجوم على قسم شرطة العريش ثان، وشهد المؤتمر تحريضاً واضحاً على القوات المسلحة، وتوزيع بيان يطالب بتحكيم «الشريعة الإسلامية» ورفع معظم الحضور رايات الجهاد السوداء. وأكد شهود عيان من المنطقة أن المؤتمر تم تنظيمه تحت حراسة مجموعات ملثمة تحمل الأسلحة الآلية، وبعضهم أعتلى أسطح المنازل، مؤكدين أنهم عاشوا ساعات رعب حقيقية، برؤيتهم لتلك العناصر وبعض الوجوه الغريبة عن المنطقة.