أكثر من 40 مسلسلا تشهدها شاشات الفضائيات هذا العام فى ماراثون الدراما الرمضانية، وأمام هذا الكم الهائل من الأعمال يظل المشاهد فى حيرة من أمره بشأن متابعة أى عمل حتى يستقر فى الأسبوع الأول على الأعمال التى سيستمر فى متابعتها حتى النهاية. فى هذا التحقيق نقدم ترشيحات أولية من خلال عدد من النقاد للأعمال التى يرون أنها ستشهد متابعة خلال شهر رمضان من خلال توقعاتهم بناء على أسماء صناعها أو الموضوعات التى تناقشها. فى البداية، يتحدث الناقد طارق الشناوى قائلاً: لا بد أن ندرك جيداً أن المشاهدة فى هذا الموسم ستكون ممزوجة بحالة الوطن، وأستطيع أن أجزم أن الدراما التليفزيونية التى ستقدَّم لن تملك اللحاق بالمتغيرات التى فرضها الوضع السياسى على الواقع؛ فهناك مثلاً أعمال بها جرعة كبيرة من السياسة التى يتوقع أن تفقد جزءا كبيرا من رونقها بسبب خروجها بعد سقوط النظام التى لو كانت قد قُدمت قبل سقوطه لكانت أكثر حيوية مثل «العراف» بطولة عادل إمام الذى يتعرض لقصة مواطن خرج من السجن ليرشح نفسه فى انتخابات الرئاسة، وكذلك مسلسل «نظرية الجوافة» لإلهام شاهين الذى يتعرض بالسخرية للنظام السابق. وأضاف: هناك بعض الأعمال التى أعقد عليها الأمل مثل مسلسل «ذات»، المأخوذ عن رواية صنع الله إبراهيم، التى تعامل معها كل من كاملة أبوذكرى وخيرى بشارة بروح سينمائية، وأيضاً مسلسل «آسيا» للمخرج محمد بكير الذى له تجارب مميزة فى الدراما التليفزيونية خلال العامين الماضيين، وهو بطولة منى زكى التى قدمت آخر أعمالها «السندريلا» منذ ستة أعوام ولم يلقَ النجاح المنتظر، وأتصور أنها تملك ما يجعلها حريصة على أن يخرج مسلسلها الجديد فى أفضل صورة، وإلى جانب هذين العملين أتصور أن الجمهور سيلجأ لمشاهدة «مولد وصاحبه غايب» من باب متابعة هيفاء وهبى التى لا تجيد التمثيل ولكن سيظل استمرار متابعة المسلسل مرهونا بمستواه الفنى من خلال النص والمخرج والأداء والحالة العامة، كذلك الأمر مع مسلسل «الزوجة الثانية» الذى سيكون الفضول هو الدافع لدى المشاهد لمعرفة إمكانية تجاوز فريق العمل للحالة الوجدانية الراسخة فى أذهان الجمهور للفيلم السينمائى الذى قدمه صلاح أبوسيف مع نخبة من النجوم الكبار. وأشار «الشناوى» إلى أن هذا الموسم سيشهد متابعة من الجمهور لمسلسل «حكاية حياة» لغادة عبدالرازق بعد أن نجحت العام الماضى فى الخروج من القالب الشعبى الذى استهلكت نفسها فيه على مدار أربعة أعوام لتحدث نقلة بمسلسل «مع سبق الإصرار»، وكذلك يراهن «الشناوى» على مسلسلى «نيران صديقة» للمخرج خالد مرعى الذى يرى أنه يخلق حالة بها نضج على الشاشة، ومسلسل «موجة حارة» للمخرج محمد يس الذى قدم تجربة لافتة من خلال «الجماعة» ولأنه يعتمد أيضاًً على نص لأسامة أنور عكاشة. أما الناقد نادر عدلى فقد تحدث قائلاً: فى البداية ينبغى أن ندرك أن هناك أكثر من عامل سيفرض نسبة المشاهدة العالية لبعض المسلسلات، بغض النظر عن مستواها الفنى، مثل انتشارها فى المحطات المهمة، ك«الحياة» و«سى بى سى» و«بانوراما دراما» و«النهار»، أيضاً توقيت إذاعة هذه الأعمال وتكرار العرض يفرض على المشاهد متابعتها بشكل ملح، وأخيراً تكون أعمال النجوم الكبار والشباب جاذبة للجمهور إما بفضل بريق أسماء أصحابها وإما لثقتهم فى أعمالهم السابقة. ويضيف: بعد الحلقة الثالثة تقريباً يبدأ المشاهد فى إسقاط بعض الأعمال من حساباته حتى يستقر على عملين أو ثلاثة لهؤلاء النجوم الكبار، وأتوقع أن يكون من بينهم عادل إمام بمسلسل «العراف»، وأيضاً يسرا بمسلسل «نكدب لو قلنا ما بنحبش» وكذلك صلاح السعدنى بمسلسل «القاصرات» بسبب مناقشته لموضوع اجتماعى مثير للجدل، ونور الشريف بمسلسل «خلف الله» الذى يعود به للجلباب الصعيدى مع المخرج حسنى صالح، وإلهام شاهين فى «نظرية الجوافة»؛ حيث توجد بينهم وبين الجمهور حالة من الثقة منذ سنوات طويلة كوجوه ثابتة فى دراما رمضان. واستطرد نادر عدلى: أتوقع أن تكون هناك مسلسلات تحقق مفاجآت مثل «موجة حارة» للمخرج محمد يس و«فرعون» لخالد صالح و«ذات» للمخرجة كاملة أبوذكرى؛ حيث من المتوقع أن تكون هناك عوامل جاذبة لها مثل المستوى الفنى اللافت أو الأحداث المتميزة، بجانب وجود حالة انجذاب وفضول للبعض تجاه مسلسل «مولد وصاحبه غايب» بسبب مشاركة هيفاء وهبى فى الدراما التليفزيونية لأول مرة. أما الناقدة ماجدة موريس فتقول: إن المشاهد له وجهة نظر فى اختياره للمسلسل الذى سيتابعه، فإذا كان يفضل نجما بعينه فسيشاهده فى أى عمل، لكن من الممكن أيضا أن يتحكم موضوع العمل وملاءمته لمزاج المشاهد، ومن الممكن أن يجذب المشاهد عملا يناقش قضية يراها هى الأهم، وهنا المسئولية لا تقع على القنوات ولا العمل الدرامى ولا الإنتاج، لكنها تقع على المشاهد الذى يحمل «الريموت كنترول» فى يديه. أما عن المسلسلات فترشح: «أول مسلسل أرى أنه مهم هو مسلسل (ذات) الذى يعتمد على رواية شهيرة للروائى الكبير صنع الله إبراهيم، ويقدم بانوراما شاملة للمجتمع المصرى منذ الخمسينات وحتى الآن». وتتابع: أتوقف عند مسلسل «الداعية» للكاتب مدحت العدل الذى قدم فى السنوات السابقة عملين من أهم ما قُدم فى الدراما التليفزيونية وهما «قصة حب» الذى تعرض للأفكار المتطرفة وتأثيرها، و«الشوارع الخلفية»؛ لذا فأنا أتوقع أن يكون موضوع الداعية ومفردات العمل تؤهله لأن يكون جديرا بالمشاهدة، كذلك المؤلف الشاب عمرو الدالى الذى نجح منذ عامين فى تقديم عمل مميز هو «دوران شبرا»؛ حيث أتوقع أن يقدم مع المخرج خالد الحجر وليلى علوى مسلسلا متميزا وهو «فرح ليلى»، ونفس الأمر يتعلق بالمخرج محمد بكير الذى أنتظر مشاهدة مسلسله «آسيا» بطولة منى زكى، وكذلك المؤلف هشام هلال الذى قدم العام الماضى مسلسل «طرف تالت» أنتظر مشاهدة مسلسله الجديد «تحت الأرض». وأضافت: وأنتظر دائماً كل ما يقدمه الكاتب الكبير وحيد حامد؛ لذا أتوقع فى مسلسله الجديد «بدون ذكر أسماء» أن يناقش أفكارا مهمة وموضوعا حيويا وجريئا كما اعتدنا منه دائما، أما فيما يتعلق بمسلسل «الزوجة الثانية» فأتوقع أن يتابعه الجمهور فى الحلقات الأولى من باب الفضول لمعرفة ما يربطه بالفيلم الأصلى الذى سبق أن قُدم فى الستينات، وسيحكم بعدها إذا ما كان سيستمر فى متابعته أم لا، وأخيراً أتوقع أن يحظى المسلسل الكوميدى «الرجل العناب» بمتابعة جيدة؛ لأن الجمهور يفتقد الكوميديا وكما لاحظت من «البرومو» الخاص به أنه يقدم تنويعات مختلفة ومميزة ومواقف غير معقولة. واختتمت حديثها قائلة: «أتوقع أن تأتى المفاجأة من الشباب فى الموسم الحالى؛ فهم دائماً يملكون الأفكار الجريئة والموضوعات الحيوية التى تهم قطاعات كبيرة من المشاهدين». وأخيراً يرشح الناقد عصام زكريا ستة أعمال هى: «ذات» للمخرجة كاملة أبوذكرى؛ حيث يراه يعتمد على رواية متميزة لكاتب كبير مثل صنع الله إبراهيم، و«موجة حارة» للمخرج محمد يس الذى يملك من وجهة نظره رؤية خاصة تعكس نضجا فنيا قادما من شاشة السينما، وأيضاً مسلسل «نظرية الجوافة» للمخرج مدحت السباعى الذى يرى أنه يقدم كوميديا سياسية ونقدا لاذعا للأوضاع الحالية يجعل المشاهد فى حالة تفاعل معه، كما يراهن عصام زكريا على مسلسل «بدون ذكر أسماء» لوحيد حامد والمخرج تامر محسن باعتبار ثقته فى اسميهما بعد أن رأى للمخرج عددا من الأفلام القصيرة التى عكست حالة وعى وتميز يتمنى أن يجدها فى التجربة التليفزيونية الأولى له، أيضاًً يتوقع أن يكون لمسلسل «حكاية حياة» لغادة عبدالرازق نسبة متابعة عالية بسبب ارتباط الجمهور فى الفترة الأخيرة ببطلته التى قدمت أكثر من عمل لاقى اهتماما ومتابعة جيدة، وأخيراً يرى أن مسلسل «آسيا» سيكون من الأعمال اللافتة بسبب ارتباطه بالمخرج محمد بكير الذى قدم فى العامين الماضيين أعمالا درامية لافتة ومتميزة.