«أفلام العنف المملوءة بالقتل والدماء والمشاهد الدامية أشد خطرا على المراهقين بكثير من الأفلام الإباحية»، بهذه الكلمات بدأ جمال سليمان حديثه عند سؤاله عن شعوره إذا دخل على ابنه ووجده يشاهد موقعا إباحيا على جهاز الكمبيوتر. «سليمان» قال إن ابنه ما زال صغيرا، إلا أنه لو دخل يوما ورآه فى هذا الموقف فلن ينهره أو يعاقبه أو حتى يبدى له تعبيرا غاضبا، وإنما سيجلس بجواره ليشرح له خطأ ما يشاهده، والخدعة فيما يراه، وذلك حتى يصل الولد بنفسه فى النهاية إلى الاقتناع التام بعدم مشاهدة هذه الأفلام مرة أخرى. وأضاف أنه لا يقتنع بالأب الذى يعنف ابنه بشدة عند اكتشافه أنه يشاهد أفلام البورنو، ويتهمه بأنه سيكون شخصا غير سوى فى المستقبل، بينما لو توقف للتفكير مع نفسه للحظة لوجد أنه شاهد الكثير من هذه الأفلام الإباحية أيام مراهقته، ومع ذلك أصبح شخصا سويا، وكوّن أسرة فى المجتمع، بينما يجلس نفس الأب بجوار ابنه وهو يشاهد الأفلام المملوءة بالقتل وقطع الرؤوس وهو سعيد وغير مبال، وتؤدى هذه الأفلام إلى جرح المشاعر الإنسانية للطفل وجعله يعتاد مثل هذه المناظر. وتابع «سليمان»: «على الأقل الأفلام الإباحية تحتوى على مشاهد لأفعال سيقوم بها المراهق فى إطارها الشرعى يوما ما فى المستقبل، بينما أنا لا أتمنى لابنى أن يقتل أو يُقتل أو يمارس مشهدا مما تحتويه هذه الأفلام فى المستقبل، والخطورة الرئيسية لأفلام البورنو تكمن فى برمجة عقول الشباب بنمط معين لشكل العلاقة بين الرجل والمرأة، كما تزرع فى عقله مقاييس محددة للجمال، وهو أمر سلبى للغاية لم يكن موجودا فى الماضى، حيث كانت أذواق الرجال أكثر تنوعا».