أعرب السفير الدكتور بدر عبدالعاطي، المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية، عن أسف مصر الشديد لقرار مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الأفريقي الذي صدر صباح اليوم بتعليق مشاركة مصر في أنشطة الاتحاد الأفريقي على خلفية الأحداث الأخيرة بالبلاد. وأكد المتحدث على أن هذا القرار تم اتخاذه بناءً على معلومات لا تمت للواقع بصلة ودون الأخذ في الاعتبار حقيقة أن ما حدث في مصر يوم 3 يوليو 2013 كان نتيجة مطلب شعبي جسده خروج عشرات الملايين من المصريين للشوارع للمطالبة بإجراء انتخابات رئاسية مبكرة، لافتا إلي أن تحرك القوات المسلحة جاء استجابة لهذه المطالب ولمطالب القوى السياسية المختلفة، ولمنع احتمالات حدوث صدام بين أبناء الوطن تكون له تداعيات كارثية، وأنه يجري حالياً تنفيذ خريطة الطريق التي تضمنها بيان القوات المسلحة وصولاً إلى إجراء انتخابات رئاسية مبكرة وانتخابات برلمانية. ولفت المتحدث الرسمي إلى أن وزير الخارجية محمد كامل عمرو، أجرى اتصالات مكثفة على مدار اليومين الماضيين مع نظرائه الأفارقة وكبار المسؤولين في الاتحاد الإفريقي كان آخرها اتصال تم في ساعة مبكرة من صباح اليوم مع مفوضة الاتحاد الأفريقي زوما، بالإضافة إلى وزير خارجية الكاميرون الذي تتولى بلاده رئاسة مجلس السلم والأمن الإفريقي خلال الشهر الحالي ووزير خارجية الجزائر، ومفوض السلم والأمن "رمضان العمامرة". وأشار المتحدث إلى أن وزير الخارجية قدم خلال هذه الاتصالات شرحا وافيا لحقيقة الأحداث في مصر، وأن تحرك القوات المسلحة لا يمكن وصفه مطلقاً بالانقلاب العسكري، وإنما جاء استجابة لمطالب مشروعة من جموع الشعب المصري التي خرجت بالملايين، وتم بالتشاور مع القوى السياسية المختلفة والرموز الدينية، وجاء لمنع وقوع كارثة بين أبناء الوطن في ظل حالة الاستقطاب العميقة القائمة، وحقيقة أن القوات المسلحة ليس لها دور سياسي خلال المرحلة الانتقالية، كما طرح الوزير إمكانية تأجيل عقد هذا الاجتماع وإيفاد بعثة من الاتحاد الإفريقي لمصر للوقوف على حقيقة الأوضاع بها. وأضاف المتحدث أن تعليق أنشطة مصر لا يعني على الإطلاق خروجها من عضوية الاتحاد الأفريقي وتتوقع مصر من أشقائها الأفارقة تقديم كل الدعم لشعب مصر خلال هذه الفترة الدقيقة من تاريخه باحترام مطالبه وتطلعاته المشروعة، مشيرا إلى التضحيات والدعم الكامل الذي قدمته مصر لأشقائها الأفارقة على مدار الخمسين عاما الماضية من واقع مسؤولياتها التاريخية تجاه القارة.