حصلت «الوطن» على كواليس إذاعة خطاب الرئيس محمد مرسى الأخير، وقال مصدر مسئول بماسبيرو إن حالة من الارتباك سيطرت على مبنى التليفزيون قبل ساعات من إذاعة الخطاب، وأكد أن القوات المسلحة طالبت شكرى أبوعميرة رئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون بمنع إذاعة بيان مرسى حقناً للدماء، كما طالبته بنفى وجود بيان مشترك بين القوات المسلحة والرئاسة كما أشيع وتكذيب تلك المعلومات فى نشرة الأخبار وعبر المواقع الإلكترونية، وهو ما دفع أبوعميرة لإجراء مداخلة عاجلة فى نشرة الأخبار بالتليفزيون المصرى قبيل انتهائها أكد فيها عدم وجود بيان للرئاسة. ولفت المصدر إلى أنه بمجرد إبلاغ التليفزيون بوجود خطاب بالفعل للرئيس، نشب خلاف فى أروقة ماسبيرو بين إبراهيم الصياد، رئيس قطاع الأخبار من جهة، ومندوب الرئاسة من جهة أخرى، وانتهى الأمر باتصال هاتفى من أحد قيادات الجيش يسمح للتليفزيون بإذاعة البيان. فيما كشفت مصادر خاصة أن الفريق أول عبدالفتاح السيسى القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع، كان على علم بتفاصيل خطاب الرئيس. وقالت المصادر إن السيسى وافق على إذاعة الخطاب «ليظهر للشعب المصرى والمجتمع الدولى مدى العدائية والتحدى التى يحملها مرسى، واتهامه لكل المعارضين له بأنهم من فلول النظام السابق ومن الفاسدين». وأشارت المصادر إلى أن السيسى كان على اقتناع بأن خطاب مرسى سيزيد من حالة الغضب ضده، وقالت المصادر إن الفريق السيسى فى اجتماع مستمر مع أعضاء المجلس الأعلى للقوات المسلحة، منذ خطاب الدكتور مرسى، حيث تم مناقشة نص البيان الذى ستخرج به القوات المسلحة بعد انتهاء المهلة، أما التفاصيل النهائية لشكل خارطة الطريق، فأصبحت مشاورات تفاصيلها النهائية مقصورة فقط على السيسى ورئيس الأركان الفريق صدقى صبحى فقط. وأشارت المصادر إلى أن رد فعل الجيش تجاه أى محاولة لأحداث دموية، سيكون مفاجئاً ورفض المصدر الإفصاح عن رد الفعل حتى لا يتخذ الطرف الآخر أى خطوات استباقية. وقالت المصادر إن بيان «أدمن الصفحة الرسمية للمجلس الأعلى للقوات المسلحة» الذى صدر فى الساعات الأولى من صباح أمس، هو رسالة واضحة من الجيش، ولها مغزى واضح أن القوات المسلحة ستواجه وبحسم أى محاولة للإرهاب. وكانت صفحة «أدمن المجلس العسكرى»، على «فيس بوك»، أوردت حديثاً سمته ب«الساعات الأخيرة»، وكتبت على لسان القائد العام للقوات المسلحة الفريق عبدالفتاح السيسى، قائلة: «إنه أشرف لنا أن نموت قبل أن يكون هناك من يروع أو يهدد الشعب المصرى، ونقسم بالله أن نفتدى مصر وشعبها بدمائنا ضد كل إرهابى أو متطرف أو جاهل». من ناحية أخرى، أعلنت جبهة ثوار الإعلام رفضها إصرار نشرات الأخبار وبرامج الإذاعة والتليفزيون على استمرار وصف محمد مرسى بلقب (الرئيس) بعدما سقطت شرعيته بخروج الملايين من الشعب مطالبين بإسقاطه. وأعلنت الجبهة محاصرتها لمبنى الإذاعة والتليفزيون لمنع العاملين فى الأخبار من الدخول إلى أن تتغير اللغة الإعلامية المستخدمة فى الأخبار بما يحقق مطالب الشعب المصرى. وفى الوقت ذاته، طالبت الجبهة بإقالة صلاح عبدالمقصود، وزير الإعلام وكذلك القيادات المتعاونة معه، وكذلك بإلغاء كل القرارات التى أخذها صلاح عبدالمقصود فى فترة وجوده فى منصبه الوهمى وفقاً للقانون الذى لا ينص على وجود وزارة للإعلام، بل هى الهيئة القومية لاتحاد الإذاعة والتليفزيون. ودعت الجبهة جموع الشعب المصرى إلى الاستمرار فى الاعتصامات وإعلان العصيان المدنى العام حتى رحيل الإخوان ومحاكمتهم.