عذاب يومى يتعرض له أكثر من 500 ألف مواطن يسكنون مدينة بورفؤاد الساحرة، حينما يمرون على ظهور «المعديات»، وهى همزة الوصل بين ضفتى القناة، ولا يتسع المدخل الرئيسى لبورسعيد للركاب أو الشاحنات والسيارات، ويؤدى تزاحمها إلى التكدس خاصة وقت الذروة. عبد الرحمن عوض، موظف بهيئة قناة السويس، تساءل أين النفق الذى وعدونا به مراراً وتكراراً كبديل للمعديات؟ ويحكى أن أكثر من 80 ألف مواطن يواجهون العذاب أثناء الانتظار فى طابور طويل من السيارات، فى مرفق بورسعيد شتاءً تحت الأمطار ووسط الشبورة، وصيفاً تحت أشعة الشمس الحارقة. ويقول محمدالجندى، موظف بحى بورفؤاد، إن المعدية هى وسيلة الاتصال الوحيدة بين المدينتين، وإن معظم الكليات فى بورفؤاد، ونجد صعوبة شديدة للوصول إليها فى أوقات الصباح وبعد الظهر، كما أن الشبورة المائية أحياناً تمنع الوصول للضفة الأخرى، وتمنع المواطنين من مواصلة أعمالهم اليومية. وطالب عمرو قامش، طالب بكلية الهندسة، بتطوير المعديات، وتحديد مساحة أكبر للركاب، حتى تصبح ملائمة للاستخدام الآدمى، إضافةً لوضع أجهزة حديثة للشبورة التى تكاد تُحدث كوارثَ لهم بسبب عدم تجهيز المعديات التى تربط بورسعيد ببورفؤاد، بأجهزة مضادة للشبورة لحل المشكلة. سماح السعيد، طالبة، تقول: «لا يوجد أى مسئول تنفيذى، أو شعبى، فكر بعمل أى استجواب لرئيس الهيئة، لسوء وتدنى مستوى خدمة المعديات، وذلك لأنه لا يقف فى هذا الطابور، ولا يحس بمعاناة الشعب الغلبان». وتضيف: رغم أنه يوجد 6 مرافق على ضفتى القناة فى بورسعيد وبورفؤاد، فإننا لا نجد سوى 3 معديات فقط، مطالبة بعمل نفق تحت الأرض مثل الدول الأوروبية. يحكى محمود سمير، طالب: «علشان أذهب لكلية التجارة أقف ساعة فى الطابور بسيارتى، وثلث ساعة فى المعدية فى عز الحر دون غطاء حديدى يحمينا من ضربات الشمس، كما أن المعدية تأتى من بورسعيد محملة وترجع فاضية، والمشكلة فى أن اللى يعرفه الموظف يجعله يمر من حارة الطوارئ، وما علينا إلا أن نقف لنتفرج على الكوسة اللى وصلت للمعدية، كما أن موظفى الهيئة والترسانة لا يقفون فى الطابور، ونقاسى العذاب فى حالة وجود سياح، حيث يتم غلق الشوارع القريبة من المعدية ولا نعرف إلى أين نتجه». وقال محمد خليل تاجر: «أسكن فى بورفؤاد، ومدارس أولادى فى بورسعيد، وأخاف عليهم من ركوب المعدية، وخاصة أن كل فترة تحدث حوادث، وتتكرر فى حالات الشبورة، والانحراف فى المجرى الملاحى، كما نرى بأعيننا سلسلة الاصطدامات المستمرة بين السفن، وتكرار انحرافها عن المجرى الملاحى لقوافل الشمال والجنوب، والتى كان آخرها حادثة جنوح السفينة الليبيرية «سجالاند» واصطدامها بسفينة التدريب البحرية عايدة 4 الراسية على رصيف رقم 1 بالمنطقة السياحية، والتى هددت 224 طالباً كانوا على متنها بالموت». وقال مصدر مسئول بهيئة قناة السويس إن مرفق المعديات يخدم يومياً ما لا يقل عن 50 ألف سيارة تعبر من وإلى بورفؤاد، هذا غير أعداد الأهالى التى زادت عن 80 ألف نسمة قابلة للزيادة فى السنوات القادمة، بعد تشغيل ميناء شرق بورسعيد، وإقامة المدينة المليونية. كما أوضح المصدر أن هيئة قناة السويس يعمل بها 3 مرافق معديات هى بورسعيد، والرسوة، والتفريعة، وبها 32 معدية، وتبلغ تكلفة تشغيلها فى السنة الواحدة أكثر من مليون وربع، كما تجرى الهيئة عمليات إحلال وتبديل وصيانة للمعديات بشكل دورى. يُذكر أنه يفصل بورفؤاد عن بورسعيد المجرى الملاحى لقناة السويس، وتشرف عليها هيئة القناة، فيما لا يتسع عرض الشارع المؤدى للمدخل الرئيسى للمعديات أكثر من 500 متر فى بورسعيد، ويزيد الاتساع فى بورفؤاد إلى 1500 متر.