طالبت فرنسا السلطات المصرية المنتخبة ديمقراطياً، بالاستماع إلى الشواغل والمخاوف «المشروعة» للشعب، مؤكدة أن القاهرة ومختلف أنحاء مصر شهدت مساء أمس الأول تظاهرات على نطاق واسع غير مسبوق. وقال فيليب لاليو، المتحدث الرسمى باسم الخارجية الفرنسية، فى بيان له، إن باريس تتابع الوضع الحالى فى مصر، وإنها ترى أن السلطات المصرية المنتخبة تتحمل واجباً ومسئولية تتمثل فى الاستماع للمخاوف المشروعة للشعب المصرى واتخاذ التدابير القوية لتهيئة الظروف من أجل توافق جديد فى الآراء. وأضاف: «وعلى هذا الأساس، فإن باريس تشجع جميع الأطراف فى مصر على العمل فى إطار روح التوافق الضرورية لإنجاح المثل العليا التى دعت لها ثورة 25 يناير»، وأكد المتحدث الفرنسى أن بلاده تؤكد التزامها باحترام الحق فى الاحتجاج السلمى وإدانة أعمال العنف التى وقعت فى الأيام الأخيرة من كافة الأطراف، معبراً عن تضامنه مع أسر الضحايا. ودعا «لاليو» جميع القيادات السياسية لإدانة العنف ومنع تكرار الأحداث. ودعا الاتحاد الأوروبى إلى انتهاج سياسة الحوار والتزام الهدوء ونبذ العنف بكافة أشكاله، مشدداً على ضرورة انتهاج سياسة الحوار للخروج من الأزمة الحالية، لافتاً إلى أن الاتحاد الأوروبى يراقب تطورات الوضع فى مصر عن كثب. من جانبها، أعلنت وزارة الخارجية الماليزية، أمس، أنها لا تعد حالياً أى خطط عاجلة لإجلاء رعاياها من مصر على خلفية الاحتجاجات المتعددة التى اندلعت للتنديد بسياسات الحكومة، ونقلت وكالة أنباء «برناما» الماليزية، عن دبلوماسى ماليزى، رفض ذكر اسمه، أن «الوضع فى مصر ما زال تحت السيطرة على الرغم من المظاهرات وأعمال العنف، والرعايا الماليزيين بخير وسالمون». وأشارت «رويترز» إلى أنه رغم احتشاد الملايين فى الشوارع للمطالبة بتنحى الرئيس محمد مرسى، فإن عنصر الحسم ما زال غائباً عن الأحداث، مؤكدة أن اتحاد الثوار الشباب مع أحزاب المعارضة الليبرالية واليسارية، كان «عرضاً دفاعياً هائلاً». وتابعت: «أثبتت الاحتجاجات أن جماعة الإخوان لم تُغضب فحسب الليبراليين والعلمانيين عبر سعيها لتكوين نظام لا يقبل -باسم الدين- تداول السلطة، إنما أغضبت أيضاً ملايين المصريين العاديين عن طريق سوء إدارة الاقتصاد. وسلط غياب الحسم الضوء على الجيش الذى أظهر حيادا ببادرات حسن نية تجاه المتظاهرين، بعد أن حث السياسيين المتصارعين الأسبوع الماضى على التعاون لحل مشاكل الدولة». وأشارت إلى أن مشاركة ضباط الشرطة بملابسهم الرسمية فى التظاهرات تشكك فى قدرة «مرسى» على الاعتماد على قوات الأمن فى فض المظاهرات إذا اتخذ قراراً بذلك. وأضافت: «بعد هدوء استمر أشهراً عادت الحياة إلى ميدان التحرير مهد انتفاضة 2011 التى أسقطت حسنى مبارك». وأشارت «رويترز» إلى أن الغضب الشعبى الذى خرج مساء الأحد ضد «مرسى»، هدأ نسبياً رغم عدم وجود أى بادرة تنم عن اقتراب انتهاء الأزمة السياسية التى دفعت البعض للتطلع إلى الجيش لإنهائها. أطلق نشطاء فلسطينيون فى الضفة الغربية وقطاع غزة حملة «توحد»، لإنهاء الانقسام الفلسطينى، بعنوان «يا فلسطينى توحد»، وحدد النشطاء يوم الجمعة المقبل للتظاهر فى ساحتى الجندى المجهول بغزة والمنارة فى رام الله، على غرار حملة «تمرد» المصرية. وقال النشطاء، فى بيان على صفحتهم بموقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك»، التى حملت نفس لون حملة «تمرد» المصرية: «لن يكونوا شباب مصر أقوى منا، أو أجرأ منا، لذالك سنعلنها، إما أن تتوحدوا أو لترحلوا جميعاً». وطالبوا بوقف الاعتقال السياسى ورفض المحسوبية أو التوظيف الحزبى، رافضين التبعية والتدخلات الخارجية. وأضاف النشطاء: «نعلن التمرد، لكن لا نتمرد سوى على مَن احتل بلادنا، فقررنا أن تكون (توحد) ولن نتخلى عن هذا المطلب، فالقدس تبكى وتنتظر شبابها وها نحن نجيب النداء».