رصدت صحيفة «تودايز زمان» التركية، نتائج الصراع على السلطة، وقارنت بين ما حدث عقب تولى حكومة أربكان السلطة فى تركيا عام 1995 وما يحدث من فوضى فى مصر حالياً. واعتبرت الصحيفة أن أحداث العباسية مؤشر واضح على الصعوبات التى تنطوى عليها العملية التى تمر بها مصر، وشبهتها بالتجربة التركية التى شهدت انقلابات عسكرية مباشرة والعديد من تدخلات القوات المسلحة فى الحياة المدنية. وقالت الصحيفة: «ما حدث خلال انقلاب 28 فبراير عام 1997 فى تركيا يشبه ما تعانى مصر منه الآن، من احتجاجات استفزازية منظمة وتوتر سياسى لعبت فيه المؤسسة العسكرية دوراً رئيسياً لتعطيل النظام. أجريت الانتخابات البرلمانية فى 1995، وتقدم حزب الرفاه بقيادة نجم الدين أربكان، لكنه لم يشكل الحكومة لأنه لم يحصل على الأغلبية اللازمة، فقام بتشكيل ائتلاف مع حزب الطريق القويم بعد مفاوضات مضنية، وبعد تشكيل الحكومة أقامت المؤسسة العسكرية والأحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدنى والقضاء والجامعات والنقابات تحالفاً لتقويض شرعية الحكومة بدعوى أن الأصولية خطر كبير، وانجرفت البلاد كلها إلى مناخ من الفوضى السياسية، وازدادت الحالة الاقتصادية سوءًا، وارتفعت معدلات التضخم إلى ما يزيد على 100 %، وحدث تصدع خطير فى الأحوال المالية للمواطنين». واعتبرت الصحيفة أن هذه السيناريوهات مرشحة للتكرار فى مصر، ومبررة ذلك بأن الجيش، لا يريد خسارة امتيازاته. وانتقدت الصحيفة تخاذل الأحزاب الإسلامية عن حل مشكلات المواطنين، والعمل على زيادة حد التوتر بتصريحات استفزازية، مؤكدة افتقاد الليبراليين، والإخوان المسلمين، والجماعات الإسلامية الأخرى، لبرنامج اقتصادى مفصل حول كيفية التعامل مع الاقتصاد المنهار وتحقيق مطالب الشعب. ورأت الصحيفة أن استمرار حالة الفوضى الحالية سيؤدى إلى استفزازات وتحديات إضافية تتمثل فى مزيد من الهجمات ضد المتظاهرين المنتمين إلى دين أو آخر، مما سيؤدى إلى مزيد من الصدامات والخلافات بين الأحزاب الدينية والليبرالية وحتى بين المسلمين والمسيحيين. وتوقعت الصحيفة، تنفيذ عمليات اغتيال ضد شخصيات قيادية فى البلاد، وحدوث تفجيرات فى مناطق مختلفة باسم منظمات إرهابية بما فى ذلك تنظيم القاعدة، واندلاع مزيد من الفوضى يلجأ خلالها الفقراء، الذين تزداد حالتهم الاقتصادية سوءا، إلى أعمال سلب ونهب تؤدى بدورها إلى اضطرابات. وتساءلت الصحيفة: هل تدرك مصر الخطر القادم؟، وهل ترى الأحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدنى والقيادات الدينية والعسكرية والقضاء ووسائل الإعلام أى نوع من الفوضى والتوتر يشاركون هم فى صنعه؟