تظاهر الآلاف، أمس، فى ميدان التحرير، ضمن فعاليات جمعة «الإنذار الأخير»، للتحضير لتظاهرات «الجلاء» غداً أمام قصر الاتحادية لإسقاط الرئيس محمد مرسى، وإجراء انتخابات رئاسية مبكرة، واستقبل الميدان 5 مسيرات من مساجد «السيدة زينب، والخازندار، ومصطفى محمود، والنور، والاستقامة»، فيما خيم القلق على الموجودين فى محيط الميدان بعد محاولات فض الاعتصام، فجر أمس. وشن خطيبا الميدان ومسجد عمر مكرم هجوماً على الرئيس والإخوان، وأكدا أن الرسول (صلى الله عليه وسلم) لم يُكفّر المعارضة، مثلما كفروها، وأحلوا دماءها. وتوافد على الميدان آلاف المتظاهرين، منذ الساعات الأولى صباح أمس، مرددين هتافات: «الشعب يريد إسقاط النظام»، و«اعتصام اعتصام حتى يرحل النظام»، و«الثوار راجعين يوم 30»، و«يوم الأحد العصر.. هنهد عليه القصر»، وكثفت اللجان الشعبية من وجودها، وأغلقت جميع مداخل الميدان أمام الحركة المرورية، بعد محاولات فض الاعتصام من قبل مجهولين، وتزايدت أعداد الخيام فى صينية الميدان، فضلاً عن إعلان ائتلاف مصابى الثورة الاعتصام فى حديقة مجمع التحرير، وانتهت جمعية أطباء التحرير من تجهيز المستشفى الميدانى، تحسباً لنشوب أى اشتباكات، فيما انتشرت 7 سيارات إسعاف فى محيط «عمر مكرم». وحلقت 5 طائرات تابعة للقوات المسلحة فوق التحرير، طوال صلاة الجمعة، واستقبلها المتظاهرون بهتافات: «الجيش والشعب إيد واحدة»، وقال الشيخ مظهر شاهين، خطيب «عمر مكرم»: إن من يهدد الشعب المصرى بالعنف والقتل «أهبل»، ووجه رسالة ل«مرسى» قائلاً: «سيدنا الحسن حفيد الرسول، تنازل عن الخلافة حينما اشتد الخلاف مع معاوية حرصاً على دماء المسلمين، كما أن الرسول لم يُكفر المعارضة، فى حين أن النظام الحالى الذى يدعى أنه يطبق الشريعة، كفرهم وأحل دماءهم». وأضاف «شاهين»، موجهاً حديثه ل«عاصم عبدالماجد»، القيادى بالجماعة الإسلامية: «انت بتهدد مين بالسحق والقتل، سنهزم عنفكم بالسلمية وسنواجه الهدم بالبناء»، محذراً من معلومات عن وجود مخططات لحرق المساجد والكنائس لإشعال الفتنة، وأن هناك من يريد الحكم ولو على جثث المصريين. وأعلنت منصة التحرير، مساء أمس، الاعتصام فى الميدان لحين سقوط الإخوان ورحيل مرسى، وتزايدت أعداد الخيام، فيما قال عبدالله نصر، خطيب التحرير، إن المعتصمين لن يرحلوا حتى تحكم الثورة، مؤكداً أن مصر ستكون مقبرة للإخوان، مضيفاً: «مرسى حاكم يستقوى بالأمريكان والصهاينة وهو فرعون جديد ابن جماعة لا تعترف بالوطن أو الحدود». كانت عدة مسيرات انطلقت عقب صلاة الجمعة إلى التحرير، أمس، فى إطار فعاليات الحشد والتصعيد، المطالبة برحيل مرسى، وضمت مسيرة السيدة زينب مئات المواطنين والنشطاء السياسيين، وقادها كمال خليل، الناشط اليسارى، وشاركت فيها الفنانة تيسير فهمى. ورفع المتظاهرون لافتات كتبوا عليها: «يارب ارحمنا من الإخوان»، و«ارحل»، و«علّى فى سور السجن وعلّى.. بكره الثورة تقوم ما تخلى»، و«صوت الثورة طالع طالع.. من المساجد والشوارع»، و«اقطع ميه اقطع نور.. بكره تغور». ورفعوا الكروت الحمراء، وصوراً ل«مرسى» كتبوا عليها «wanted»، وهارب من العدالة، وانطلق العشرات من ميدان مصطفى محمود، بالمهندسين، إلى التحرير، مروراً بالدقى، بمشاركة عدد من القوى السياسية والحركات الثورية، حاملين أعلام مصر وكروتا حمراء، تطالب بطرد الرئيس من الحكم، مرددين هتافات: «علوا وعلوا وعلوا الصوت.. إما نحررها يا إما نموت»، و«ياللى بتسأل إحنا مين إحنا كل المصريين»، و«خيرت شاطر حلق حوش مشروع نهضة طلع فنكوش»، وتجاوبت معه السيارات المارة بآلات التنبيه. وفى دوران شبرا تجمع آلاف المتظاهرين، أمام مسجد «الخازندار» بعد صلاة الجمعة للمطالبة بسحب الثقة من «مرسى»، ودعوة المواطنين للمشاركة فى مظاهرات الغد، ونظم المتظاهرون مسيرة إلى التحرير، رفعوا خلالها أعلام مصر، وصور عدد من شهداء الثورة، كما حملوا لافتات كبيرة عليها صور الرئيس مرسى ومحمد بديع مرشد الإخوان وخيرت الشاطر نائب المرشد، وكتبوا عليها: «آن الأوان ترحلى يا دولة البنا.. لا شفنا فيكى عدل ولا شفنا فيكى سنة». وانطلقت مسيرة من أمام الأزهر، منددة بحكم مرسى، وردد المشاركون فيها هتافات: «ارحل ارحل.. الشعب يريد إسقاط النظام»، و«يسقط حكم المرشد»، و«يوم 30 العصر الشعب هيحكم مصر»، و«اصحى يا مرسى وصحِّ النوم يوم 30 آخر يوم»، ورفعوا الكروت الحمراء، وشارك فى المسيرة الدكتور محمد أبوالغار، رئيس حزب مصر الديمقراطى، وعبدالجليل مصطفى عضو الجمعية الوطنية للتغيير. ورفع المشاركون فى التظاهرة لافتات كتبوا عليها «سلمية» إلى جانب أعلام مصر. وشدد الدكتور محمد المختار المهدى، رئيس الجمعية الشرعية عضو هيئة كبار العلماء فى خطبة الجمعة بالجامع الأزهر، على أن إراقة دم أى مسلم حرام، مهما اختلفت الرؤى والأسباب، مصداقا لقول الله تعالى (ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم)، وأشار إلى أن الأمه الإسلامية تموج بالأزمات والفتن، كموج البحر، مطالباً بإبعاد الإسلام عن الفتن، لأنه مقدس فى نفوس الجميع، والانتماء له وليس لأحد أو لتيار.