توفر الرضاعة الطبيعية للطفل احتياجاته الغذائية الأساسية، فيحتوي حليب الثدي على الفيتامينات والمواد المغذية الضرورية لنموه، إضافة إلى تحفيز مناعة الطفل ضد الأمراض، إلى جانب ما توفره للأم من فوائد من ضمنها تقليل الاكتئاب بعد الولادة وتخفيض نسب الإصابة بأشكال مختلفة من مرض السرطان. وفقا لمنظمة الصحة العالمية WHO، فإن الأطفال الذين يرضعون طبيعيا هم أقل عرضة للإصابة بالأمراض مثل التهابات الأذن، أو الحمة الشوكية، وفيروسات المعدة والتهابات الجهاز التنفسي أكثر من غيرهم الذين يرضعون الحليب الصناعي، إضافة إلى أن الرضاعة الطبيعية تساعد على تعزيز الترابط العاطفي بين الأم وطفلها، وهو أمر مهم خلال المراحل المبكرة من الطفولة، فقد أثبتت العديد من الدراسات أن الأطفال الذين يرضعون من الثدي كان لهم أعلى الدرجات في القراءة واختبار الرياضيات، ويعتقد الكثيرون أن الترابط العاطفي بين الأمهات والرضع من خلال الرضاعة الطبيعية يساعد على تعزيز النمو المعرفي والذكاء. وأضافت المنظمة: أن هناك فوائد عديدة توفرها الرضاعة الطبيعية للطفل، فهي تفيد الأم في المساعدة على الإفراج عن هرمون "الأوكسيتوسين"، الذي يساعد بطن المرأة في الرجوع إلى حجمها الطبيعي قبل الحمل، كما تساعد الرضاعة الطبيعية على استهلاك ما يصل إلى 500 سعرة حرارية في اليوم الواحد، ما يؤدي إلى فقدان الوزن بعد الولادة. وأفادت الدراسات التي أجريت مؤخرا، أن النساء اللائي لم يرضعن أطفالهن طبيعيا يعانون بمعدل أعلى من اكتئاب ما بعد الولادة، فالرضاعة تؤدي إلى إفراز الهرمونات التي تعزز الهدوء والاسترخاء، وتساعد في تقليل مشاعر التوتر والاكتئاب الأكثر شيوعا بعد ولادة الطفل، إضافة إلى أن الرضاعة الطبيعية تعد إحدى الإجراءات الوقائية للحد من مخاطر الإصابة بمرض سرطان المبيضين والثدي.