رجَّحت مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية أن يكون دعم رئيس الوزارء التركي رجب طيب أردوغان للمعارضة السورية، هو القنبلة الموقوتة التي ستؤدى إلى تصاعد حدة الاحتجاجات التي باتت تشهدها تركيا مؤخرا. وأضافت المجلة الأسبوعية، في مقال تحليلي أوردته على موقعها الإلكتروني اليوم، أن النزاع السوري تسبب في حدوث حالة من الاستقطاب داخل تركيا. فوفقا لدراسة أجريت مؤخرا من قبل مركز البحوث الاستراتيجية والاجتماعية "متروبول" ومقره أنقرة، يؤيد نحو 28% فقط من الرأي العام التركي سياسات رئيس الوزراء بشأن سوريا. وتابعت: "فمنذ بداية الصراع السوري، أدانت الحكومة التركية بشدة حملة الرئيس السوري بشار الأسد القمعية، وأكدت دعمها للجيش السوري الحر، وحثت الولاياتالمتحدة على تقديم الدعم العسكري للأخير، وإنشاء منطقة حظر الطيران، كما أنشأت مخيمات للاجئين السوريين وملاجئ خاصة لعائلات الثوار، وكذلك مناطق آمنة يمكنهم فيها تخطيط وشن هجمات عبر الحدود". ولفتت الصحيفة إلى أن الدعم التركي للثوار كان السبب في تصاعد حدة القلق لدى الأتراك، من أن يصبحوا معرضين لعمليات انتقامية من قبل الحكومة السورية، وهو ما أكدته الهجمات على بلدة الريحانية الواقعة على الحدود السورية. وأردفت تقول إن "الاحتجاجات ضد سياسة الحكومة التركية بشأن سوريا سبقت المظاهرات التي شهدتها تركيا الأسبوعين الماضيين، حيث خرج الآلاف من السكان الغاضبين إلى الشوارع في الريحانية في الأيام التي اعقبت التفجيرات، معربين عن مخاوفهم من تزايد انعدام الأمن واستحواذ معظم اللاجئين السوريين على سوق العمل، فضلا عن تخوفهم من تردى الأوضاع الاقتصادية للبلاد". وأوضحت "فورين بوليسي" أن المخاوف الاقتصادية والأمنية ليست الدافع الوحيد لخروج المعارضة التركية إلى الشوارع، فبعض العلمانيين الأتراك هم من أشد مؤيدي الرئيس السوري بشار الأسد، ويعتبرونه حصنا ضد الإسلام السياسي. واختتمت تحليلها قائلة إنه "رغم أن سوريا لم تكن الدافع الرئيسي وراء اندلاع حركة الاحتجاجات في تركيا، إلا أن أهميتها من المرجح أن تزداد طالما أن الحرب الأهلية عبر الحدود مستمرة"، مرجحة أن تؤدى إلى تفاقم المشاكل السياسية والإقتصادية والدينية داخل تركيا نفسها.