دعا علي زيدان رئيس الحكومة الليبية، الذي يزور تونس اليوم، إلى مراجعة الاتفاقيات الاقتصادية التي وقعتها تونس وليبيا في عهدي الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي اللاجئ في السعودية، والعقيد الراحل معمر القذافي. وأعلن زيدان، في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره التونسي علي العريض، أن "كافة التعاقدات التي تمت في الماضي بين ليبيا وتونس، تمت بقرارات سياسية من أفراد لا يلقون بالا للاستحقاقات الحقيقية لهذه التعاقدات، وبالتالي فهي في حاجة لإعادة سبك وصياغة (..) واتفقنا (اليوم مع الحكومة التونسية) على هذا". ويشير زيدان على الأرجح إلى فساد مناخ الأعمال في عهدي بن علي والقذافي، حيث كانت الصفقات والاستثمارات المربحة تُسند إلى أفراد من المحيط العائلي والسياسي للنظام. وقال: "نريد أن تقوم بيننا علاقات عملية تؤسس لتعاون حقيقي فعلي يرتكز على التعاون الاقتصادي المجدي للبلدين، والمؤسس على تعاقدات عادلة تضمن حقوق كل الأطراف". وأوضح رئيس الحكومة الليبية أنه اتفق مع نظيره التونسي على "تعزيز ظروف الاستثمار المناسبة للمستثمرين الليبيين في القطاع الخاص والعام" بتونس. وأضاف: "قلت لرئيس الحكومة بعض ما يشكو منه المستثمرون الليبيون في تونس، واتفقنا على أن توضع كافة الضمانات والتراتيب التي تضمن للمستثمر الليبي أن يأتي إلى تونس وهو مطمئن، وعلى ثقة بأن حقوقه محفوظة ومضمونة ورأسماله مضمون". وأشار إلى أن "المحاسيب وغيرهم ممن (كانوا) يسيطرون على سوق الاستثمار" في عهد بن علي والقذافي ألحقوا "ضررا" بالمستثمرين الليبيين والتونسيين.