قالت فرنسا اليوم إن الصراع في سوريا وصل إلى "منعطف حاد"، بعد سقوط بلدة القصير في أيدي قوات الرئيس بشار الأسد، الأمر الذي يطرح للبحث مسألة تسليح المعارضة. ومالت كفة الحرب نحو القوات الحكومية الأسبوع الماضي، مع انضمام حزب الله إليها في القتال لاستعادة البلدة الاستراتيجية. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية فيليب لايو، إن إقناع مقاتلي المعارضة السورية بحضور محادثات للتفاوض مع حكومة الأسد بات أكثر صعوبة، مع الضعف الذي أصابهم عقب خسارة القصير وانتكاسات أخرى. وأضاف: "نشهد تحولا واضحا مع سقوط القصير، ويزيد القلق إعلان أن حلب هي الهدف التالي للنظام وحلفائه (...) نحن عند منعطف حاد في الحرب السورية." وفرنسا من بين عدة دول غربية، منها الولاياتالمتحدة وبريطانيا، تقول إن الأسد فقد شرعيته كحاكم لسوريا، لكنها تُحجم عن تسليح مقاتلي المعارضة خشية وصول جهاديين إسلاميين إلى السلطة. وقال لايو إن مسؤولا فرنسيا سيجري محادثات في تركيا بداية الأسبوع المقبل مع قائد الجيش السوري الحر في منطقة حلب العميد سليم إدريس. وبدأ المسؤول أيضا محادثات مع الولاياتالمتحدة والسعودية وتركيا وغيرها، بشأن سبل تعزيز قوات المعارضة. وأضاف لايو: "ينبغي استخلاص عبرة ما جرى في القصير وما يجري في حلب. العبرة الأولى هي ضرورة تعزيز العلاقات مع الائتلاف. والسؤال الذي يوجه إلينا هو: هل سنخطو خطوة أخرى ونتيح السلاح؟". وأردف قائلا إن التفكير في هذا السؤال وإجراء محادثات بشأنه باتا أمرين ضروريين الآن، بعد رفع حظر السلاح الذي يفرضه الاتحاد الأوروبي على سوريا، والتغيرات المتسارعة في ميدان المعركة، مشددا على أنه "لا يمكننا أن نترك المعارضة في الوضع الذي هي فيه". وتسعى الولاياتالمتحدة وروسيا إلى عقد مؤتمر للسلام بحضور حكومة الأسد ومعارضيه، لكنهما ما زالتا تختلفان حول عدة قضايا تحول دون عقده. وقال لايو: "الإضعاف الشديد لأحد الطرفين لا يفيد جهود عقد مؤتمر جنيف، فحتى يتفاوض الجانبان ينبغي ألا يكون أحدهما ضعيفا للغاية والآخر قويا للغاية".