بدأت أولى مباريات دور الثمانية لبطولة يورو 2012، النسخة رقم 14، بمباراة التشيك والبرتغال، حيث حصلت التشيك على البطولة عام 1976 تحت اسم تشيكوسلوفاكيا قبل أن تنفصل إلى التشيك وسلوفاكيا، كما جاءت وصيفاً للمنتخب الألمانى فى يورو 1996 التى نظمتها إنجلترا، وكما نعلم جميعاً أن البرتغال كان من أبرز إنجازاتها الوصول للمباراة النهائية عام 2004 حينما خسرت أمام المنتخب اليونانى آنذاك، أما عن الجانب الفنى للمباراة التى اعتمد فيها باولو بينتو المدير الفنى للمنتخب البرتغالى على سرعة الأطراف المتمثلة فى لويس نانى من الناحية اليمنى واللاعب الأغلى فى العالم كرستيانو رونالدو من الجهة اليسرى، بينما جاءت إصابة المهاجم هيلدر بوستيجا بمثابة فرصة لهوجو ألميدا للمشاركة فى مركز المهاجم، وسيطر وسط البرتغال على مجريات الأمور بفضل فيلوسى وميراليش وموتينيو صانع هدف المباراة الوحيد لرونالدو، الذى صال وجال وسدد صاروخين فى القائم الأيسر للمرمى التشيكى قبل أن ينال هدفه الذى قاد البرتغاليين إلى المربع الذهبى، حيث جاءت الثالثة ثابتة بضربة رأس سكنت شباك الحارس تشيك فى الدقيقة 79 ليعيد للأذهان ذكرى نهائى دورى أبطال أوروبا عام 2008 فى موسكو عندما كان لاعباً فى مانشستر يونايتد. وجاء الأداء الدفاعى للمنتخب البرتغالى متميزاً على غير العادة، حيث ظهر الثنائى بيبى وبرونو ألفيس غاية فى الانسجام والتفاهم، وتقاسما الأدوار فى دفاع المنطقة، أما ظهيرا الجنب فابيو كونتيراو وجواو بيرارا فقاما بمساندة الدفاع عدة مرات، ولم تحدث منهما أى هفوات خطيرة ولم يتم اختراق جبهتيهما إلا فى انطلاقتى بيلار وبيتر جيراسيك، ولم تفلح أى منهما أمام صلابة الدفاع، واعتمد ميشيل بيليك المدير الفنى للمنتخب التشيكى على اللاعب فلاديمير داريدا لتعويض غياب المصاب توماس روزيسكى فى منطقة صناعة اللعب وإرسال التمريرات البينية للهجوم، ولكن اتضح أن النجم المميز روزيسكى لاعب لا يعوض، ولم تشفع انطلاقات بيلار وجيراسيك فى تهديد الحارس روى باتريسيو، أما المهاجم ميلان باروش الذى كان هدافاً لبطولة يورو 2004 فإن بطولة هذا العام بالنسبة له يجب أن تذهب للنسيان، حيث لم يقدم خلالها أى شىء يذكر، وعلى العموم لم يبرز خلال اللقاء من المنتخب التشيكى سوى الحارس بيتر تشيك، وأرى أن سبب هزيمة التشيك وخروجها من ربع نهائى يورو 2012 تكمن فى اعتمادها على التكتل الدفاعى مع عدم اللجوء للهجوم المرتد بسبب الخوف الزائد، وهو ما أوحى أن التشيك لن تسجل أهدافاً حتى ولو استمر اللقاء لساعات، كما أن دفاع التشيك لا يتميز باللاعبين الأفذاذ الذين يمكنهم لعب مباراة دفاعية متكاملة دون هفوات، خلاصة القول تأهل الفريق الذى يستحق التأهل، تأهل الفريق الأخطر والأجدر والأحسن، فكرة القدم تكون عادلة فى كثير من الأوقات. ملاحظة أخيرة: سجل كرستيانو رونالدو هدفاً برأسه فى مرمى تشيلسى حينما كان لاعباً فى مانشستر يونايتد عام 2008، فى نهائى دورى أبطال أوروبا، وكان وقتها بيتر تشيك هو حارس تشيلسى، ثم عاد رونالدو ليضيع ركلة جزاء بعد انتهاء المباراة بالتعادل الإيجابى، لكن فريقه فاز فى النهاية.