شنت عناصر من حركة طالبان فجر أمس هجوما على فندق قرب العاصمة كابول واحتجزوا عشرات الرهائن بينهم نساء وأطفال، مما أسفر عن مقتل 16 شخصا على الأقل، فيما رأى محلل سياسى باكستانى أن الهجوم يستهدف بالأساس عناصر من القوات الأجنبية التى تقصد الفندق باستمرار. وقال الناطق باسم وزارة الداخلية الأفغانية صديق صديقى، أمس، إن حصيلة القتلى فى الهجوم تشمل 12 مدنيا و3 من حراس الفندق وعنصر شرطة، مضيفا أن المهاجمين احتجزوا 40 مدنيا على الأقل ولكن سرعان ما تم تحريرهم، فيما قتل نحو 4 عناصر من طالبان شاركت فى الهجوم. من جانبه، صرح المتحدث باسم طالبان ذبيح الله مجاهد، فى رسالة إلكترونية أن «المجاهدين هاجموا هذا الفندق، لأن أشخاصا رفيعى المستوى من السفارات، وقوات المساعدة الأمنية الدولية فى أفغانستان «إيساف»، وإدارة كابول، يجتمعون فيه كل خميس للمشاركة فى حفلات صاخبة فيها كحول ودعارة». وفى تصريحات ل«الوطن»، قال المحلل الباكستانى زهير خان إنه «لا بد أن يكون وراء الهجوم سبب يتصل بقوات حلف شمال الأطلسى الناتو والقوات الأمريكية، التى تطالب طالبان بضرورة انسحابهم»، وتوقع أن يكون الفندق مركزا لتوقيع اتفاقات بين القوات الأجنبية والأفغانية، مستبعدا فى الوقت نفسه أن تكون طالبان غيرت استراتيجيتها لتستهدف المدنيين الأفغان. ولفت «خان» إلى أن الحركة تسعى فى كل هجوم لها إلى تسجيل حضورها أمام دول العالم كى يكون خيارها الوحيد الانسحاب من أفغانستان، وترك الأفغان يتوصلون إلى ما يريدون من الاتفاقات دون تدخل دول أجنبية. وتصاعدت الهجمات فى أرجاء أفغانستان خلال الأيام القليلة الماضية، مع مقتل 3 جنود أمريكيين وأكثر من 10 مدنيين خلال هجمات متتالية معظمها فى شرقى البلاد، حيث تتركز عمليات القوات التى يقودها حلف شمال الأطلسى أثناء القتال فى أشهر الصيف. وكان الرئيس الأفغانى قد حذر أمس الأول من أن الهجمات على الشرطة الأفغانية والجنود تتزايد، مشيرا إلى أنه يوجد من 20 إلى 25 عنصرا يقتلون يوميا. وأقر «كرزاى» بأن حكومته والحلفاء الغربيين أخفقوا فى تحقيق السلام فى أفغانستان التى تعانى من نزاع شبه متواصل منذ 3 عقود، وقال «أرضنا لم تنعم بالأمن، وبيوتنا وشعبنا ليسا فى أمان». يذكر أن بعثة الأممالمتحدة فى أفغانستان تعتزم غلق بعض مكاتبها وإعادة النظر فى دورها المستقبلى فى البلاد، فى الوقت الذى يقلص فيه بعض دول حلف شمال الأطلسى (ناتو) قواتها العسكرية البالغة 130 ألف عنصر هناك استعدادا لرحيلها فى 2014.