قالت صحيفة «هاآرتس» الإسرائيلية، إنه فى الوقت الذى يستمر فيه رئيس الوزراء التركى رجب طيب أردوغان فى إثارة غضب الشعب من حوله بسبب تصريحاته، فإنه بدأ فى إثارة غضب مؤيديه والمصوتين له فى الانتخابات التركية من خلال التصريحات نفسها، مشيرة إلى أن الشعب التركى الذى كان يرى أردوغان زعيماً قادراً على حكم البلاد بشكل ناجح، أصبح يرى أنه لا يستحق تلك الشعبية والنظرة بسبب «سلوكه المتعجرف». وقالت الصحيفة الإسرائيلية إن دولت بهجلى، زعيم حزب الحركة الوطنية التركى، أعاد تذكير المتظاهرين الذين تعرضوا لاشتباكات عنيفة مع قوات مكافحة الشغب، بقواعد اللعبة فى المظاهرات، حيث أكد أن «حزب العدالة والتنمية يتعامل مع الشعب التركى بنفس الطريقة التى تعامل بها النازيون من قبل، ويحشر أنفه فى كل ما يخص المواطنين، ولكن لا يمكن الإطاحة به إلا من خلال الانتخابات». وأشار تسفى بارئيل، محلل الشئون العربية بصحيفة «هاآرتس»، إلى أن الوقت الذى اندلعت فيه المظاهرات لا يخدم المحتجين، حيث إن الانتخابات الرئاسية المقبلة ستكون خلال العام المقبل، وهو ما يجعل من الصعب بالنسبة للمتظاهرين وخصوم أردوغان السياسيين استغلال أحداث «تقسيم» للانتقاص من شعبيته. وأضاف: «أردوغان يطمح لأن يحول النظام فى بلاده إلى النظام الرئاسى، وأن يكون هو الرئيس المقبل لتركيا، ولكن المظاهرات والمعارضة وطريقة تعامله مع المتظاهرين، جعلته يخسر تأييده فى الوسط التركى بشكل كبير، وهو ما يؤكد أن معارضيه لن يكونوا العقبة الوحيدة أمام طموحاته». وأكد بارئيل أن مؤيدى أردوغان أنفسهم أصبحوا منقسمين فيما بينهم بشأن طموحاته ونيته تحويل النظام الحاكم فى البلاد إلى النظام الرئاسى. ونقلت «هاآرتس» عن مسئول بحزب «العدالة والتنمية» الحاكم، قوله إنه «ليس هناك قائد يمكنه استئناف زياراته المخططة مسبقاً للدول الخارجية فى ظل ما يحدث فى بلاده. أردوغان كان يجب أن يبقى فى البلاد ليحل الأزمة. هو يريد أن يثبت للجميع أن كل شىء بخير، ولكن لا شىء بخير، الأمور سيئة». من جانبها، رأت صحيفة «توداى زمان» التركية، أن المظاهرات وأعمال العنف التى اندلعت فى أنحاء تركيا خلال الأسبوع الماضى، تعتبر بمثابة «كارت أصفر» له فى تركيا، كما أنه تحذير من العودة للأجندة الإصلاحية والضغط على المجتمع، وهى تحذير أيضاً بشأن عدم التصويت له مرة أخرى. وتابعت: «ستنجح المعارضة التى ترغب فى طرده من السلطة خلال انتخابات 2015، إن لم يجد أردوغان طريقة ليصعد بها إلى الحكم من خلال تحويل الحكم إلى النظام الرئاسى وأن يصبح رئيساً قبل ذلك. وعلى الرغم من أن أردوغان يتباهى بأن الأغلبية فى الشارع تؤيده، فإنه يجب أن يدرك رئيس الوزراء جيداً الحشود الغاضبة فى شوارع إسطنبول ضده، قبل أن يتخذ أى قرار مستقبلى يتعلق بحياة المواطنين».