أدان مجلس جامعة الدول العربية كل أشكال التدخل الأجنبي في سوريا "خاصة تدخل حزب الله"، ورحب بالمساعي الدولية المبذولة لعقد المؤتمر الدولي" جنيف2". وطالب المجلس في بيان صدر في ختام اجتماعه على مستوى وزراء الخارجية بمقر الجامعة في القاهرة اليوم الأربعاء وتلاه الدكتور نبيل العربي الأمين العام للجامعة، "جميع الأطراف بالوقف الفوري والشامل لكل أعمال العنف والقتل ضد المدنيين من أي جهة كانت وأيا كان مصدرها حقنا لدماء السوريين". ورحب البيان بالمساعي الدولية المبذولة لعقد المؤتمر الدولي" جنيف2"، وحث كل الاطراف السورية على الاستجابة لتلك الجهود من أجل إيجاد حل سياسي تفاوضي للأزمة السورية استنادا للبيان الختامي الصادر عن مجموعة العمل الدولية في جنيف بتاريخ 30 يونيو 2012. وأكد البيان دعم الجامعة الكامل لجهود المبعوث الدولي العربي المشترك الأخضر الابراهيمي في هذا الشأن. وقال العربي إن "المجلس يدين بشدة استمرار أعمال العنف والقتل والجرائم البشعة التي ترتكب بحق الشعب السوري، كما يدين بشدة كل أشكال التدخل الاجنبي خاصة تدخل حزب الله وفقا لما ورد على لسان أمينه العام والذى جعل من الاراضي السورية ساحة للعنف والاقتتال". وعن التصعيد الخطير في الأعمال العسكرية، أعرب العربي عن قلق المجلس البالغ حيال ذلك التصعيد والذي كان آخره الأحداث التي شهدتها مدينة القصير (غرب سوريا)، موضحا أن المجلس استنكر ما تعرضت له المدينة من تدمير وانتهاكات وغيرها من المناطق السورية. وحذر المجلس من "الانزلاقات الخطيرة" التي آلت إليها الأزمة السورية "بسبب إصرار النظام السوري على اعتماد الحل الأمني للأزمة"، معتبرا أن الأمر "أصبح يهدد بأفدح العواقب، كما يهدد أمن واستقرار الدول المجاورة والسلم والأمن الدوليين". ودعا مجلس الجامعة العربية إلى "تضافر كل الجهود لحمل كل الأطراف المتصارعة على تغليب لغة العقل والحوار والتفاوض لإيجاد حل سياسي باعتباره السبيل الوحيد لتسوية الأزمة" السورية. وأدان وزراء الخارجية العرب بشدة "العدوان الاسرائيلي الأخير على سوريا الذى يعد انتهاكا خطيرا لسيادة دولة عربية"، ودعوا المجتمع الدولي لاسيما مجلس الأمن إلى "وقف تكرار هذه الاعتداءات التي من شأنها أن تزيد الامور تفجرا وتعقيدا في سوريا، وتعرض أمن واستقرار المنطقة إلى أفدح المخاطر والتداعيات". وعبر القرار عن "القلق البالغ إزاء تردي الأوضاع الإنسانية في سوريا وما نتج عنه من تبعات خطيرة تمثلت في نزوح أعداد كبيرة من السوريين عن قراهم ومدنهم وتشريدهم داخل سوريا وهجرة مئات الآلاف منهم إلى الدول المجاورة والدول العربية الأخرى هربا من شدة العنف والاقتتال ومطالبة المجتمع الدولي بتقديم الدعم الكامل لدول الجوار لمساعدتها على تخفيف الوضع الانساني للنازحين". وحول تباين المواقف من إدانة صريحة لحزب الله، قال نبيل العربي في مؤتمر صحفي عقده عقب الاجتماع: "لا أقول أن هناك خلافا إنما هناك وجهات نظر مختلفة ". وأقر العربي بفشل الجامعة العربية في حل الأزمة السورية وقال: "لذلك رفعنا الأمر إلى مجلس الأمن، إلا أنه لم يفعل شيئا، ونعلم أن المجتمع الدولي حتي الآن لم ينجح في وقف الأزمة السورية". وأوضح العربي أن عقد مؤتمر جنيف 2 أصبح الهدف؛ لأنه يتحدث عن الحل السياسي؛ بحيث يعقد اجتماع يضم المعارضة والنظام لتشكيل المرحلة الانتقالية والحكومة جديدة. وقال إن "هناك آراء حول قبول بقاء الأسد خلال اجتماعات جنيف .. ونحن نراقب ما يحدث" من جانبه، قال وزير الخارجية المصري محمد كامل عمرو في المؤتمر الصحفي إن "قرار اليوم بشأن سوريا صدر بتوافق الجميع، ولم يكن هناك أي تحفظ علي أي من بنود القرار عدا لبنان التي تتبع سياسة النأي بالنفس وأن هذا رسالة بأنه آن الأوان لوقف نزيف الدم". ورد علي سؤال لمراسلة لاناضول حول غياب عدد من وزراء دول "أصدقاء سوريا" قال عمرو "لا يوجد خلاف وجميع الحضور اليوم هم أصدقاء سوريا". وفيما شارك في اجتماع وزراء الخارجية العرلب اليوم وفد من قوى المعارضة السورية، غاب عنه وزراء خارجية عدد من الدول المعروفة بدعمها للمعارضة السورية. ونفى محمد كامل عمرو في رده على أسئلة الصحفيين وجود تراجع في الموقف العربي تجاه سوريا، قائلا "إن هذا واحد من أشد القرارات في المسألة السورية ، ويتضمن الدعوة إلى نقل السلطة ، وأن تتمتع الحكومة الانتقالية ، بسلطة تنفيذية كاملة على الجيش والأجهزة الأمنية.