هى قاعة مميزة، ليس لها جدارن ولا سقف، تجتذب عددا كبيرا من الشباب ممن يحبون القراءة والاطلاع والاستذكار فى الهواء الطلق. قاعة «طراوة» فى ساقية الصاوى، هى اسم على مسمى، فهى تطل مباشرة على النيل، والهواء الطلق يضربها من كل اتجاه. هى مكان رطب خُصص للراحة والاستمتاع بالنيل، يعيبه أنه ممتلئ دائما خاصة فى الصيف. لوحات متروكة لتجف ألوانها، وأخرى ما زال يرسمها أصحابها، البعض يذاكر، والبعض الآخر يقرأ، هناك من يعزف على عود أو جيتار، وهناك من يتسامر مع أصحابه أو على اللاب توب. فوق القاعة يمتد جزء من كوبرى 15 مايو، كأنه مظلة تحمى رواد القاعة من الشمس. فى الجوار يوجد «مشتل» لبيع النباتات والزهور، وربما هذا سر الرائحة الجميلة التى تداعب أنفك وأنت جالس فى هذا الجزء الصغير من الساقية. أشجار المشتل مائلة على النهر تكاد تلامسه، يراها الجالس عندما يمتد ببصره فى اتجاه حى «الكيت كات»، وفى الضفة المقابلة من النهر ترى العوامات القديمة متراصة الواحدة خلف الأخرى، تتهادى من اهتزاز الماء. أمام السور الحديدى المطل على النيل، تجد صغارا وكبارا يمسكون بأدوات صيد، يصرخ أحدهم: «اصطدت واحدة». فترد عليه إحدى الشابات: «سيبها تعيش دى صغيرة جدا مش حتعمل بيها حاجة». حسام عماد الدين محمد، طالب فى كلية «علوم»، اعتاد أن يلتقى وأصدقاءه فى هذا المكان: «القاعة مكان مثالى جدا لما نحب نركز فى المذاكرة بنيجى هنا، عندى أخ وأخت أصغر منى بكتير بيعملوا «دوشة» كبيرة بالبيت عشان كدة باجى هنا». صديقه مهند عصام، الطالب فى تجارة عين شمس: «هنا بنقعد مع بعض من غير ما نتكلف كتير والجو حلو قوى هنا وعلى النيل على طول، أحسن من القهوة وقريب من بعض الفعاليات الثقافية». صديقهما الثالث عمرو حسن، طالب أيضا، قال: «هو النهارده عزمنا على المركبة».