لازالت أصداء فبركة قناة "الجزيرة" لخبر تصدرها نسبة المشاهدة في الوطن العربي قائمة ومشتعلة حتى الآن في كل الأوساط الصحفية والإعلامية، للدرجة التي تؤكد تلقي قناة الجزيرة ضربة قوية في مصداقيتها، بعد أن نقلت القناة خبرا منسوبا إلى وكالة الصحافة الفرنسية يقول إنها لا تزال تتصدر القنوات الإخبارية العربية من حيث نسبة المشاهدة، بناء على دراسة أعدتها مؤسستان متخصصتان في الإعلام، جرت في 21 بلدا من الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. وفوجئت الوكالة الفرنسية بالخبر الذي بث على قناة "الجزيرة. نت"، ونشرت نفيا قاطعا يؤكد عدم صحة الخبر، وأنه لا أساس لأي دراسة مشتركة، ما دفع "الجزيرة" إلى القول بإنها تمت بين شركتي أبحاث منفصلتين كليا، هما "إيبسوس" و"سيجما". ومن جهة ثانية، جاء على لسان متحدث باسم الوكالة الفرنسية، "إنه جرى إلغاء الخبر، وطلبنا من مشتركينا تجاهله بعدما تبين أنه غير صحيح". وأضاف المتحدث أن معهد "إيبسوس"، الذي قيل إنه أجرى الاستطلاع، أكد أنه لا يجري تحقيقات سوى في 11 من بلدان الشرق الأوسط، وأنه لم يجرِ أي استطلاع مشترك مع أي معهد آخر حول نسبة المشاهدة للقنوات العربية. وفي بيان توضيحي من شركة "إيبسوس"، أرسل إلى الوكالة الفرنسية، أفاد رئيس مجلس إدارة "إيبسوس" في المنطقة، إدوارد مونان، أنه نشر على موقع "الجزيرة. نت" أن شركة "إيبسوس" أجرت الإحصاء في 21 بلدا، والحقيقة أن "إيبسوس" الشرق الأوسط وشمال إفريقيا تغطي 11 بلدا في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا فقط فيما يتعلق بالدراسات الإحصائية لنسب المشاهد التلفزيونية. وقال مونان "ورد في الخبر نفسه أن هذه الدراسة الإحصائية قد قامت بها شركتا (إيبسوس) و(سيجما)، ولكن في الحقيقة، لا توجد أي دراسة إحصائية مشتركة بين هاتين الشركتين متعلقة بهذا الشأن، علما أن (سيجما) هي شركة متخصصة بالدراسات الإحصائية في بلاد المغرب العربي فقط". ويتردد في الأوساط الإعلامية أن تلفيق الخبر ونسبه إلى الوكالة الفرنسية، جاء بعد أن نشرت صحيفة "أفتنبلادت" السويدية معلومات تؤكد انخفاض كبير في عدد مشاهدي قناة الجزيرة في المنطقة العربية، وانسحاب ذلك حتى على الجزيرة الإنجليزية في كل أنحاء العالم. وحسب الصحيفة السويدية، وصل هذا الانخفاض إلى 86%، وهو رقم لابد أنه أقلق القائمين على القناة، حيث ذكرت الصحيفة أن إدارة القناة تلقت تقريرا سريا حول هذا الانخفاض. وتعطي الصحيفة أرقاما لتبين حجم الانخفاض، ففي تونس التي كانت مهد الربيع العربي انخفض عدد متابعي الجزيرة من 950 ألف إلى 200 ألف، وتعتقد الصحيفة أن هذا الانخفاض قد شمل بنسب مختلفة، البلاد العربية الأخرى.