فى برقية بتاريخ 8 أبريل 2007، أبلغ السفير الأمريكى السابق فرانسيس ريتشارد دونى وزارة الخارجية فى واشنطن باتصال بينه وبين مستشار الرئيس حسنى مبارك السفير سليمان عواد.. يقول: «اتصل بى مستشار مبارك للسياسة الخارجية، السفير سليمان عواد، وأعرب عن قلق مبارك من اتصال السفارة الأمريكية ورئيس كتلة الأغلبية فى الكونجرس، برئيس الكتلة البرلمانية الإخوانية والنائب المستقل (يقصد سعد الكتاتنى). وفتحت تلك الواقعة باب النقاش حول اتصالاتنا مع نواب المعارضة فى البرلمان. ومع كامل احترامنا لحساسيات الحكومة المصرية، فإننا ننوى الحفاظ على اتصالات شفافة مع الحكومة المصرية ونواب المعارضة، وغيرهم من الأطراف السياسية بالشكل والمستوى والإطار والانتظام الذى نراه نحن مناسبا، وليس وفق ما تحدده الحكومة المصرية». ويواصل ريتشارد دونى: «قال السفير عواد فى اتصاله، إن مبارك شعر بالقلق تحديدا من التقارير الصحفية التى أشارت إلى أن الولاياتالمتحدة تفتح حوارا مع الإخوان، على الرغم من أنه فهم من محادثة سابقة له مع الرئيس بوش أن الولاياتالمتحدة تنظر للإخوان على أنهم إرهابيون». وأشار ريتشارد دونى فى ملاحظة جانبية: «فى لقائى مع مبارك فى وقت مبكر من اليوم، كان فى حالة جيدة، ولم يكن على ما يبدو قد أبلغ بما جاء فى الصحف». وعاد «دونى» ليروى فى برقيته تفاصيل المكالمة بينه وبين السفير عواد: «أكدت له على السياسة التى أعلنا عنها عدة مرات، أن مسئولى السفارة الأمريكية يلتقون مع أى نواب للشعب منتخبين بشكل شرعى، وغيرهم من السياسيين بمن فيهم أفراد المعارضة. ومنذ أحداث سبتمبر، توقفت اتصالاتنا مع الإخوان كتنظيم، ولم يتغير هذا الموقف، والتقارير التى تنسب لنائب السفير الأمريكى قوله إن الولاياتالمتحدة تفتح حوارا مع الإخوان هو كلام مفبرك». وأضاف السفير الأمريكى السابق: «قلت له إننا نتبع سياسة فتحى سرور، إننا مستعدون للتعامل مع أى عضو برلمانى يرغب فى لقائنا بصفتهم كمستقلين أو كأعضاء فى المؤسسات الشرعية القائمة. وفى العام الماضى، التقى مسئولو السفارة بنواب مستقلين من الإخوان فى مناسبتين جماعيتين فى مجلس الشعب، نظمهما رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشعب الدكتور مصطفى الفقى، وفى نفس يوم حفل الاستقبال محل الخلاف الذى أقمته أنا كان فتحى سرور قد استضاف لقاء مع نائب الكونجرس ستينى هوير، حضره العضو البرلمانى الإخوانى الذى نتحدث عنه، لذلك قلت لعواد إنه بالنظر لتصرفات الحكومة المصرية نفسها، فلا يمكن أن تنتظروا من الدبلوماسيين الأمريكان أن يكونوا أكثر ملكية من الملك»!. وواصل ريتشارد دونى: «قلت أيضاً لعواد، أن هوير رئيس الأغلبية فى الكونجرس طلب قبل زيارته تقديمه لأصوات بديلة، لذلك طلبت من رئيس مجلس الشعب فتحى سرور أن ينضم أعضاء من المعارضة إلى الاجتماع الذى سيحضره فى البرلمان. ولم يبد فتحى سرور أى اعتراض على استعدادى لدعوة نواب المعارضة لحفل الاستقبال. وكان الكتاتنى ضمن من قبلوا الدعوة». وتابع: «وعدنى سليمان عواد أنه سيبلغ مبارك بهذه التفاصيل كاملة، لكنه حذر من قلق مبارك البالغ»، مشيراً إلى أن لائحة الضيوف كما أوردتها الصحافة المصرية تشير إلى تواصل لائق مع شريحة عريضة من المصريين ووجهات نظرهم. وشدد «عواد» على أن تتبع حكومة الولاياتالمتحدة مع الإخوان نفس المعايير التى تطبقها مع حماس. ورددت عليه بأننا ندرك علاقات حماس الأيديولوجية والشخصية مع الإخوان، وأننا نختلف بوضوح وبشكل جذرى مع الإخوان فى العديد من المسائل الحيوية، لكن القانون والسياسة الأمريكية تجعلنا نفرق بين حماس التى تدعم الإرهاب بوضوح وبنشاط، بشكل يجعلها تصنف رسميا كمنظمة إرهابية، وبين الإخوان الذين ينبذون العنف، ولم يتم ربطهم بالعديد من أحداث العنف منذ عام 1954، وليسوا على قائمة الولاياتالمتحدة للمنظمات الإرهابية. كما أننا نقصر اتصالاتنا مع جماعة الإخوان على نوابها البرلمانيين. قبل ذلك التقرير بأسبوعين تقريبا، رصدت برقية أخرى لقاء جمع بين الكتاتنى ومسئول فى السفارة الأمريكية بتاريخ 20 مارس 2007، قالت: «يوم 19 مارس، التقى سعد الكتاتنى مع مسئول السفارة (حذفت البرقية اسمه)، وتبادل معه الدعابات والنكات والكروت الشخصية، وأشار مسئول السفارة الأمريكية إلى أنه لم يكن هناك اتصال لسنوات بين الحكومة الأمريكية والإخوان، موضحاً أن السفارة مستعدة للقاء كل النواب البرلمانيين سواء كانوا تابعين لأحزاب أو مستقلين. وأبدوا استعدادهم للقاء الكتاتنى. من جهته قال الكتاتنى إنه من سوء الحظ عدم وجود اتصال بين الإخوان وحكومة الولاياتالمتحدة طيلة هذا الوقت، وإنه يلتقى بانتظام مع مسئولين من السفارات الأجنبية الأخرى، ويود أن يلتقى بالسفير الأمريكى». وتقول السفارة فى برقية بتاريخ 21/2/2009: ما زالت وسائل الإعلام تواصل نشر تقاريرها عن الانقسامات بين قيادات جماعة الإخوان، حول احتمال تعيين العضو الإخوانى «المعتدل» عصام العريان فى مكتب الإرشاد. ونفى مرشد جماعة الإخوان مهدى عاكف تقديمه لاستقالته بسبب المقاومة الداخلية للعريان، بينما أكد سعد الكتاتنى عضو مكتب الإرشاد أن المداولات ما زالت مستمرة حول العريان. وأضافت: إن المفكر المسيحى رفيق حبيب، الذى يحتفظ بصلات وثيقة مع جماعة الإخوان والمرشد مهدى عاكف، قال للسفير الأمريكى إن مهدى عاكف يدعم انضمام العريان لمكتب الإرشاد. وقال رفيق إن الفشل فى ضم العريان سيعمق الفجوة بين مكتب إرشاد الجماعة وقسم كبير من مؤيديها الشباب. وفى قلب مكتب الإرشاد نفسه، فإن عاكف يواجه ما سماه حبيب «الجناح اليمينى» للإخوان، وهو التيار الذى يؤمن بأن نوعية المرونة والاندماج السياسى الذى يروج له العريان وعبدالمنعم أبوالفتوح، سيقود إلى «تسويات لا يمكن قبولها» فيما يتعلق بمبادئ الجماعة الجوهرية. وأضافت البرقية: إن رفيق حبيب يعتبر أن رجال جناح اليسار فى الجماعة، الذى يمثله عصام العريان وعبدالمنعم أبوالفتوح إلى حد ما، ومحمد حبيب نائب المرشد هم رجال براجماتيون، لكنهم يحرصون على ألا يتم النظر إليهم باعتبارهم «معتدلين». وأضاف أن أهدافهم هى نفس أهداف «المحافظين» فى الجماعة: دولة دينية يتم تطبيق الشريعة فى كل نواحى الحياة فيها. أما استمرار الضغط من الحكومة المصرية، بما فى ذلك موجة الاعتقالات الأخيرة، فقد زادت من حدة الجدل الداخلى، خاصة أن الأعضاء المحافظين، مثل محمود عزت، يدعون لفترة من العزلة، بما فى ذلك المشاركة المحدودة فى الانتخابات، بينما يقول الأعضاء الأكثر انخراطا فى السياسة، مثل سعد الكتاتنى إن الإخوان سيشاركون. وتتحدث برقية 15 أبريل 2010 عن علاقة الإخوان بقوة معارضة أخرى هى الجبهة الوطنية للتغيير التى كان يقودها الدكتور محمد البرادعى. وقالت: «إن أعضاء جماعة الإخوان أكدوا مشاركتهم فى الجبهة الوطنية للتغيير. وإن ذلك جزء من جهودهم للتواصل مع قوى معارضة أخرى قبل انتخابات 2010». وقالت البرقية إن هناك لقاء تم فى هذا الصدد بين عضو برلمانى إخوانى (حذفت اسمه)، وبين السفيرة الأمريكية فى 14 أبريل، لكنها حذفت محتوى الاجتماع. وتكرر ذكر اللقاء الغامض الذى تم بين مسئولى السفارة الأمريكية والعضو البرلمانى الإخوانى يوم 14 أبريل فى برقية أخرى، قالت: «إن البرلمانى الإخوانى قال لنا إنه يستعد للقاء قيادات حزب الوفد فى نهاية أبريل، وإن الإخوان مستعدون للمشاركة فى تحرك الجبهة الوطنية للتغيير فى الشارع». أخبار متعلقة: "الوطن" تواصل نشر الاتصالات السرية بين الإخوان والأمريكان اجتماعات البيزنس: الإخوان يرحبون بالتجارة مع أمريكا بعد الحكم