ينكر الأمريكان دائماً أى صبغة «غير شرعية» للاتصالات التى كانت تجريها الإدارة الأمريكية مع جماعة الإخوان عندما كانت فى المعارضة، وينكر الإخوان أى شبهة «تآمرية» لاتصالاتهم مع أمريكا بعد وصولهم للحكم. وبين الإخوان والأمريكان حكايات لا يعرفها ولا يعترف بها أحد، رغم أن الكل يصر دائماً على أنها موجودة، ومؤثرة. «الوطن» نجحت فى الحصول على مجموعة من الوثائق التى تحمل عبارة «سرى للغاية» تضم تفاصيل عن الاتصالات بين الإدارة الأمريكية والإخوان، عبر برقيات السفارة الأمريكية فى القاهرة إلى واشنطن فى السنوات الأخيرة. وتحمل تلك الوثائق تفاصيل مدهشة عن قيادات الإخوان الذين كانوا يزورون مقر السفارة الأمريكية ويتواصلون معها بانتظام. تلك القيادات التى حرصت برقيات السفارة على كتمان أسمائها، وتفاصيل الحوارات التى دارت بينها وبين مسئولى السفارة، خاصة أن الحوارات كانت تنقل للسفارة الأمريكية باستمرار رؤية الإخوان وتعليقهم على الأحداث المصرية فى واحدة من أشد لحظات تاريخنا حساسية، قبل وصولهم لكرسى الرئاسة. وترسم هذه البرقيات السرية الصورة التى كانت الإدارة الأمريكية تنظر بها إلى الانتخابات البرلمانية، والجمعية التأسيسية للدستور، ودخول الإخوان سباق الرئاسة للمرة الأولى، وتوضح حرص قادة أمريكا على لقاء قيادات الإخوان قبل القيادات الرسمية المصرية، وشكوكهم حول قدرة رجال أعمال الجماعة على إدارة اقتصاد البلد. هذه صفحة من تاريخنا الذى كُتب علينا فى الغرف المغلقة، وراء الأسوار الأمنية المحكمة، فى اتصالات سرية لجماعة لا تحب أن تتحرك فى النور، كأنها، حتى وهى فى أعلى درجات الحكم، تحيا وتتصرف بعقلية نزلاء السجون. أخبار متعلقة: سنوات اللعب السرى مع مبارك والإخوان قبل الثورة اجتماعات البيزنس: الإخوان يرحبون بالتجارة مع أمريكا بعد الحكم