يذكر التاريخ لمصر إسهامات عظيمة فيما يتعلق ببناء السدود فى عدد من الدول، إما بمنح أو دورات تدريبية من خبراء مصريين، آخر هذه الإسهامات كان فى سد «أوين» فى أوغندا، ليؤول حال المصريين بعد كل هذا إلى تهديدات بعطش وحرمان من حصة مياه بفعل سد النهضة الإثيوبى. «مصر كان لها دور كبير فى المنابع وتطويرها فى مناطق عدة كرواندا وبورندى، لا ينكر أحد دورها فى مساعدة الدول الأفريقية فى إنشاء السدود مثل سد أوين فى أوغندا، وغيره من السدود التى بلغ عددها حتى الآن 6 سدود فى دول حوض النيل، بالإضافة إلى السد العالى، وخزان أسوان» يؤكد د.مغاورى شحاتة، أستاذ مصادر المياه، أن مصر كانت حريصة على استقلال الدول الأفريقية، مع ذلك انقلبوا عليها فى الستينات، وأكدوا أنهم غير ملتزمين بالاتفاقيات الموقعة، وطالبوا مصر بتوقيع اتفاق جديد لتقسيم المياه فى نهر النيل. لا يجد أستاذ المياه وصفا لما يحدث الآن سوى «مصر فقدت دورها بشكل تدريجى، ومستمرة فى فقد هذا الدور تحت دعاوى زائفة مثل عدم امتلاكها ما تساعد به أفريقيا، ما زلنا نتحرك بأسلوب عشوائى، وغير مخطط وسينعكس ذلك على مصر بضرر كبير». «نحن مقبلون على حرب من أجل المياه» قالها د.سعيد اللاوندى، خبير العلاقات الدولية، مؤكدا أن كلا من السادات ومبارك لم يحافظا على ميثاق ناصر الذى وضع ثلات دوائر للاهتمام؛ إسلامية وأفريقية وعربية، «تدهورت العلاقات بيننا وبين دول حوض النيل، وانعكس ذلك على علاقتنا بهم فى الوقت الذى دعمت فيه دولة تمثل عدوا استراتيجيا لنا هى إسرائيل، علاقاتها بإثيوبيا». «اللاوندى» وصف العلاقات المصرية الإثيوبية بالمهترئة جدا، مشيراً إلى أنه بعد وفاة زيناوى تغير الحال وأصبحت إثيوبيا فى خندق الدول الأخرى وليست فى خندق مصر أو السودان، دعمها فى ذلك تصرفات الرئيس مرسى، «كان وفد الدبلوماسية الشعبية المصرية قد أحرز نجاحا بعد أن سافر وأرجأ مسألة سد النهضة، لكن يبدو أن هناك كلمات سريعة فضفاضة لمرسى أثناء زيارته قبل عدة أيام، وأعتقد أن إعلان إثيوبيا تحويل مجرى النهر فى اليوم التالى لزيارة محمد مرسى أمر خطير للغاية، نحن على وشك القيام بحروب على المياه مع دول حوض النيل، الوضع غير مريح إطلاقا».