انتشر خبر وفاة الرئيس المصري السابق حسني مبارك "إكلينيكيًا" انتشارًا واسعًا شرقًا وغربًا، وعلى الرغم أن الخبر تم تأكيده من وكالات أنباء رسمية، فإن كثير من المصادر عادت ونفته، ليتحول الخبر إلى شائعة يتندر بها رواد مواقع التواصل الاجتماعي، مرددين أن هذه ليست المرة الأولى التي يموت فيها الرئيس السابق، حيث أن تلك الشائعة دائمًا ما تنتشر وينكشف زيفها بعد ذلك. مع ذلك فإن مبارك ليس الرئيس الوحيد، الذي ترددت شائعات وفاته، بل شاركه في تلك الشائعات العديد من رؤساء دول العالم الحاليين منهم والسابقين، كذلك العديد من نجوم الفن المحليين والعالميين، بل امتد الأمر ليشمل رجال النظام السابق الذين يقبعون خلف السجون منذ أكثر من عام. الرئيس الأمريكي الحالي باراك أوباما، على سبيل المثال، تعرض لهذه الشائعة التي انتشرت بشدة على موقع التدوينات القصيرة "تويتر"، في أواخر مايو الماضي، وأخذ رواد "تويتر" يكتبون عبارات الرثاء تحت عنوان "ارقد في سلام يا أوباما"، في نفس الوقت الذي كان فيه "أوباما" يتكلم على الهواء عن الطاقة النظيفة والاقتصاد في ولاية "إيوا" بوسط أمريكا. أيضًا تعرض الرئيس الفنزويلي الحالي هوجو تشافيز لشائعة وفاته، في الوقت الذي كان يتلقى فيه علاجًا لمرض السرطان، الذي يعاني منه، في كوبا، وذلك في أبريل الماضي، وقد أجرى اتصالا بقناة "VTV" المملوكة للدولة ينفي فيه تلك الأنباء، حيث قال للمحاور "الشائعات أحيانًا تؤلم، انظر إلى أمي المسكينة، بالأمس اتصلت بي وهي في قمة العصبية، يمكنك أن تشعر بذلك في صوتها، لقد انكسر صوتها". الرئيس السوفيتي السابق ميخائيل جورباتشوف كان ضحية لشائعات "تويتر"، حيث خرجت شائعة وفاته من حساب زائف لرئيس الوزراء السويدي فريدريك رينفلت، الذي أعلن نبأ الوفاة، وصرّح بأن رئيس الوزراء الروسي أكد الخبر كذلك، أما الحساب الزائف فكان قد أنشئ قبل ساعة من نشر الشائعة. ليس هؤلاء فقط هم السياسيون الذين تعرضوا لشائعات الوفاة عبر "تويتر"، بل هناك أيضًا على سبيل المثال لا الحصر، رئيسة الوزراء البريطانية السابقة مارجريت تاتشر والرئيس الأفغاني حامد كرزاي، والرئيس السوري بشار الأسد. أما في مصر، فقد نالت تلك الشائعات من رجال النظام السابق المحبوسين على ذمة قضايا فساد، أو قد حوكموا بالفعل، وكان من أشهرهم اللواء إسماعيل الشاعر مدير أمن القاهرة الأسبق، والذي تعرض لهذه الشائعات كثيرًا، حتى بعد الحكم ببراءته في بدايات يونيو الجاري. وإن كان السياسيون تطوف حولهم هذه الشائعات كثيرًا، فإن الفنانين والنجوم يتعرضون لها بشكل أكبر وأوسع لما لهم من معجبين يقدرون بالملايين حول العالم، وكانت أحدث شائعة هي الخاصة بوفاة المغنية الأمريكية ماريا كاري، والتي كتبت عنها "الوطن" واتضح أنها انتشرت من حساب زائف لشبكة الأخبار الأمريكية CNN على "تويتر". كذلك تعرض جاستن بيبر لشائعتين وليست واحدة، قالت إحداهما إنه لقي حتفه بعد إطلاق النار عليه من مدير دعايته، والثانية عن وفاته في حادث سيارة، لكنه نفى ذلك بنفسه على "تويتر" كاتبًا "انتظروا .. فقد تبين أنني لا زلت حيًا". ولم تسلم المذيعة الأمريكية الأشهر على مستوى العالم أوبرا وينفري من تلك الشائعات، حيث نشرت مجموعة قرصنة على "فيسبوك" نبأ العثور عليها ميتة في فراشها. هكذا كلما انتشرت شائعة وفاة مبارك، يستدعي الذهن قصة راعي الغنم الكاذب الذي أخذ يدّعي أن الذئب يأكل خرافه مرارًا، فيهرع الناس لنجدته ثم يكتشفوا أنه يخدعهم، حتى جاء الذئب يومًا وأكل الخراف، دون تدخل من أحد بعد أن ظنوها خدعة أخرى.