(1) لست مع الذين يدعون الجيش للنزول من أجل تغيير موازين اللعبة السياسية فى مصر!! ولكننى مع الذين يلزمونه أن يقوم بدوره الأساسى فى الحفاظ على الأمن القومى المصرى.. دونما انتظار لمواءمات سياسية.. مع الجماعة الحاكمة.. أحترم رغبة قادة القوات المسلحة فى عدم الزج بالقوات المسلحة فى لعبة السياسة.. ولكننى أطالبهم بأداء واجبهم الأهم فى هذه المرحلة من خلال حماية كافة حدود مصر.. ومن أولوياتها حماية حدودنا مع قطاع غزة التى أصبحت مستباحة لعصابات الإرهاب والتهريب.. فى هذا الإطار تابعت -كما تابع الملايين- المؤتمر الصحفى الذى عقده مندوبون عن الجهات المشاركة فى (إعادة) الجنود المختطفين فى غزة.. ولقد سرنى ما قاله المتحدث باسم القوات المسلحة عن عملية هدم الأنفاق.. حيث أخبرنا مشكوراً بأن القوات المسلحة.. وبأفكار جديدة لسلاح المهندسين استطاعت أن تغلق أكثر من مائتى نفق.. ولكننى تعجبت حين ألحق هذا الكلام بمعلومة اعتبرها من أغرب ما سمعت فى حياتى!! فقد ذكر سيادته أن هناك ما يزيد على عشرين نفقاً مرصودة.. ولكن لا يمكن هدمها.. لأن مخارجها.. داخل منازل بعض المواطنين!!!! ولكن القوات المسلحة مسيطرة عليها!!! بصراحة لم أفهم شيئاً من هذا الكلام. أنفاق تأتى من غزة.. تعبر الحدود تحت الأرض.. تخرج فى منازل (مواطنين)؟!.. لا يا سيدى إنها تخرج فى منازل مجرمين.. يبيعون مصر ويتواطأون على أمنها.. وبالتالى فمن حق مصر أن تهدم هذه البيوت التى فقدت صفة أنها بيوت أو منازل.. وأصبحت مخرجاً لتلك الأنفاق السرطانية.. من حق مصر فى الحد الأدنى أن تعطى هؤلاء (المواطنين) منازل أخرى تبعد عدة كيلومترات بعيداً عن الحدود.. لتصبح هذه المنطقة تحت السيطرة.. ويستطيع الجيش فى هذه الحالة أن يزيل هذه الأنفاق وغيرها.. إننى كذلك لا أفهم ما قاله السيد المتحدث باسم القوات المسلحة من أن القوات المسلحة مسيطرة على هذه الأنفاق.. والسؤال ماهية آلية السيطرة على هذه الأنفاق؟! هل عن طريق وضع جنود على أبواب هذه المنازل.. أم وضع جنود داخل هذه المنازل؟! نعلم تماماً.. أن القوات المسلحة المصرية تواجه تحديات كبيرة فى هذه المرحلة للدفاع عن الأمن القومى المصرى.. ولكننا نعلم أيضاً أن قضايا الأمن القومى لا يمكن تأجيلها بدعوى أننا فى مرحلة انتقالية.. المرحلة الانتقالية تحتمل تأجيل إصدار دستور.. وتحتمل تأجيل انتخابات مجلس شعب أو شورى.. وتحتمل حتى تأجيل وجود رئيس للجمهورية.. ولكن هذا الثقب الكبير فى جسد مصر.. لا يمكن تركه.. لا يمكن ترك هذه الأنفاق التى دخل منها من هدم بعض سجون مصر وهرب مساجين بعينهم من تنظيم الإخوان.. تعلم القوات المسلحة بأكثر مما نعلم.. أن الذى يحفر نفقاً ليخرج منه فى منطقة معينة.. لا بد أن يكون له نفوذ فى هذه المنطقة يسمح له بالخروج الآمن من النفق.. وبالتالى.. فمنطقة الخروج من الأنفاق فى سيناء ومنطقة الدخول إليها من سيناء هى منطقة نفوذ حمساوية!! وللحديث بقية