قُتل سبعة أشخاص، وأُصيب أكثر من مائتين، اليوم، في بغداد بصدامات إندلعت بين قوات الأمن وآلاف من أنصار الزعيم الشيعي "مقتدى الصدر"، كانوا يتظاهرون للمُطالبة بإصلاحات. وبعد ساعات تعرضت المنطقة الخضراء الشديدة التحصين في بغداد، والتي تضم أهم مؤسسات الدولة، لإطلاق صواريخ انطلاقًا من الأحياء الشمالية من العاصمة، ولم تُعرف حتى الآن الجهة التي أطلقت الصواريخ. وأعلنت قيادة العمليات المُشتركة، مساء اليوم، سقوط العديد من الصواريخ على المنطقة الخضراء اُطلقت من منطقتين في شمال بغداد. وأوضحت في بيان، أن "العديد من صواريخ كاتيوشا اُطلقت من منطقتي البلديات وشارع فلسطين وسقطت في المنطقة الخضراء". وأكد مسؤولون في الشرطة ووزارة الداخلية، في تصريحات صحفية، أن العديد من الصواريخ اُطلقت على المنطقة الخضراء، موضحين أنهم لا يعلمون هدفها المُحدد وما إذا كانت أسفرت عن سقوط ضحايا. وأعمال العنف هذه هي الأشد دموية التي تندلع أثناء تظاهرة منذ بدأت في 2015 موجة التظاهرات التي طالب خلالها المُحتجون بتحسين الخدمات العامة، واتهموا السياسيين العراقيين بالفساد والمحسوبية. وتوقفت هذه الحركة الاحتجاجية في أكتوبر 2016 عندما بدأت القوات الحكومية حملة لاستعادة مدينة "الموصل" من أيدي الجهاديين.
- محاولة كسر الطوق تجمع آلاف المُحتجين ومُعظمهم من أنصار "مقتدى الصدر"، في البداية بشكل سلمي في ساحة التحرير للمُطالبة بتغيير القانون الانتخابي واستبدال اللجنة الانتخابية قبل اقتراع مجالس المحافظات المُقرر في سبتمبر. وردد المتظاهرون "نعم، نعم للعراق"، و"نريد.. نريد تغيير مفوضية الانتخابات وقانون مفوضية الانتخابات"، كما حملوا لافتات كُتب عليها "تغيير المُفوضية مطلب عراقي". وحاول محتجون إثر ذلك كسر طوق أمني ضربته قوات الأمن لتأمين الطرق الرئيسية الموصلة إلى المنطقة الخضراء التي تضم أيضًا سفارات. وقال عقيد في الشرطة، إن سبعة أشخاص قتلوا "جراء اعمال العنف.. اثنان منهم من مُنتسبي قوات الأمن والخمسة الباقون من المُتظاهرين". وأضاف أن أكثر من 200 شخص اُصيبوا، مُعظمهم من المُتظاهرين الذين تنشقوا الغاز المُسيل للدموع، الا أن 11 آخرين على الأقل اُصيبوا بجروح أكثر خطورة تسببت بها العيارات المطاطية وعبوات الغاز المُسيل للدموع.
وأكد رئيس الحكومة، حيدر العبادي، أنه سيتم فتح تحقيق لتحديد المسؤولين عن العنف ومحاكمتهم. وإندلعت الصدامات بعد بيان ل"الصدر" اُلقي في ساحة التحرير، قال فيه "إذا شئتم الاقتراب من بوابة المنطقة الخضراء لإثبات مطالبكم واسماعها لمن هم داخل الأسوار بتغيير المفوضية وقانونها حتى غروب شمس هذا اليوم فلكم ذلك". لكن الصدر، حذر المُتظاهرين من دخول المنطقة الخضراء، حيث مقار الحكومة ومفوضية الانتخابات، غير أنهم تقدموا وواجهوا مقاومة شديدة من قوات الأمن التي منعتهم من عبور الجسر فوق نهر دجلة. ودعا الصدر، الذي قاتلت ميليشياته الجيش الأمريكي بعد غزوه للعراق، ونظم سلسلة من الاحتجاجات ضد الفساد المالي والإداري المُستشري في الحكومة، رئيس الحكومة، حيدر العبادي، إلى الإصغاء لمطالب المُحتجين. وقال "اؤكد على الأخ حيدر العبادي تحقيق الإصلاح الفوري والاستماع لصوت الشعب وإزاحة الفاسدين". وفي وقت لاحق دعا إلى ضبط النفس وتفرق المُتظاهرون. وكان أنصار "الصدر" تظاهروا مرارًا العام الماضي، للمُطالبة بإصلاحات سياسية وخصوصًا تشكيل حكومة جديدة، كما احتجوا على عدم تحرك البرلمان. ونُظمت تظاهرة أصغر الأربعاء الماضي، قُرب المنطقة الخضراء، كما نُظمت تظاهرات عدة الجمعة، في مدن جنوب البلاد، فيما شاركت جموع أكبر في تظاهرة السبت. وركزت التظاهرة على مطلبين رئيسيين هما تغيير أعضاء مجلس مفوضية الانتخابات الذين ينتمون إلى أحزاب السلطة الكبيرة، وتعديل قانون الانتخابات ليُعطي فرصة أكبر لفوز مرشحي الأحزاب الصغيرة. وناشدت مفوضية الانتخابات، رئيس الوزراء والمُجتمع الدولي، حماية موظفيها بعد تعرضهم لتهديدات مُباشرة من بعض مسؤولي التنسيقيات الخاصة بالتظاهرة. وأعلنت مفوضية الانتخابات، الشهر الماضي، تحديد سبتمبر المُقبل، لإجراء انتخابات مجالس المحافظات العراقية، وتُعتبر نتائج هذه الانتخابات مؤشرًا إلى ما قد تسفر عنه الانتخابات التشريعية المُقررة في 2018.