«قوته» قرية صغيرة بالفيوم، تعيش تعاسة خاصة، أهلها نسوا طعم المياه الحلوة بعد استمرار ظاهرة انقطاع مياه الشرب والاعتماد على مياه الترع، استغاثات الأهالى للمسئولين لا تتوقف وصراخهم مستمر بسبب الشرب من الترع الذى أصابهم بالمرض . أهالى القرية التى تبعد نحو 70 كيلومتراً عن المدينة هددوا بتنظيم تظاهرات أمام ديوان عام محافظة الفيوم احتجاجا على تجاهل المسئولين وعدم وصول مياه الشرب إلى القرية، التى تستوعب نحو 13 ألف نسمة من السكان من بينهم أطفال وسيدات وكبار سن. «الوطن» رصدت الفتيات والسيدات يجلسن على حافة ترعة تمر بها مياه صرف زراعى من أجل غسل أوانى الطعام وحاجات المنزل بمياهها، فيما حملت فتاة «جردل» على رأسها فى رحلة إلى الترعة لجلب المياه لوالدتها فى المنزل. أهالى القرية أجمعوا أن شكواهم هى مياه الشرب التى لا تصل إلى قريتهم منذ فترة طويلة وأنهم يضطرون إلى شرائها من مركز إبشواى المتاخم لمركز يوسف الصديق وبعض القرى المحيطة، واتهموا المسئولين بتجاهل شكواهم المتكررة من عدم وصول مياه الشرب لهم. وقال محمود إسماعيل (محام) من أهالى القرية إنهم يشترون «جركن» مياه الشرب من مركز إبشواى بجنيه ونصف من أجل كوب مياه نقى، بعد أن اضطر كثير من الأهالى إلى استخدام مياه الترع التى يتم تنقيتها رغم خلطها بمياه الصرف الزراعى والخزانات. وأكد عبدالفتاح عبدربه مدير مخبز القرية الوحيد، أن مياه الشرب لا تصل إلى القرية وأن عمال المخبز يضطرون إلى إعداد عجين الخبز من مياه الخزانات لعدم وصول مياه الشرب إلى القرية، وقال هناك ضغط كبير من المواطنين على المخبز لأنه الوحيد بالقرية، وطلبنا من المسئولين ومن محافظ الفيوم من قبل زيادة حصة المخبز من الدقيق، ولم يستجب لنا أحد، مشيراً إلى أن نصيب الفرد فى القرية من الخبز حوالى نصف رغيف فقط، حيث تبلغ حصة المخبز من الدقيق 12 جوالاً يومياً فقط. وقال اللواء رأفت محمد بدوى، رئيس مجلس إدارة شركة مياه الشرب والصرف الصحى بالمحافظة: بالفعل هناك مشكلة فى مياه الشرب بالقرية، وأن هناك خطة لتوصيل المياه إلى قرية قوتة والقرى الواقعة على الطريق إليها خلال الشهر الجارى، بحيث يصلها خط مياه من محطة مياه الشرب بقرية العزب لتصل إلى محطة رفع قصر الجبالى، وتعهد بحل مشكلة المياه بالقرية خلال تلك الفترة.