يعانى أهالى الغربية حالة من الفوضى المرورية التى تعصف بشوارع وميادين قرى ومراكز ومدن المحافظة، حيث أصبح شعار تقسيم خطوط السير، ورفع تعريفة أجرة المواصلات بلطجة وابتزازا حقيقيا فرضه سائقو الميكروباص والتوك توك والباعة الجائلون الذين احتلوا أرصفة الشوارع الفرعية والرئيسية على حساب مصالح المواطنين وخاصة الموظفين وكل الطبقات الكادحة. وتعد سيارات الميكروباص وسيلة انتقال لا يستطيع البسطاء الاستغناء عنها أثناء توجههم إلى محال عملهم الوظيفى يوميا إلا أن سائقيها ابتكروا أساليب عديدة من أساليب الابتزاز وفرض السيطرة على الركاب وارتفاع تعريفة الأجرة الموحدة من 50 قرشا إلى 200 قرش. جاء ذلك على خلفية تعطل أكثر من 70% من طاقة تشغيل مرفق النقل للمحافظة الذى خصص له العام الماضى مبلغ مالى يقارب 27 مليون جنيه لإجراء صيانة وشراء قطع غيار بهدف إعادة تصليح سيارات «مينى باص» المعطلة وشراء سيارات جديدة والاستفادة منها فى حل أزمة المواصلات وسط غياب الرقابة من قبل رجال المرور والبلدية والمرافق والقيادات التنفيذية بالمحافظة. وتشهد حركة سير الميكروباص بمدينة المحلة الكبرى صراعا احتدم بين المواطنين والسائقين إثر شروعهم فى تقسيم خطوط السير إلى ثلاث مراحل وهى: «الشعبية - الشون» و«الشون - البندر» و«البندر - أبوعلى» و«محب - الزراعة» و«الشون - الزراعة» مما يعد عبئاً ماديا كبيرا على المواطن العادى والموظف الكادح لدفعه أجرة تبلغ قيمتها نحو أكثر من 150 قرشا داخل نطاق وحدود المدينة العمالية التى تعانى من غياب مرورى تام. قال مصطفى محمود، صاحب محل اتصالات بميدان الشون، إن سائقى الميكروباص يقفون فى شوارع فرعية صغيرة لا يتعدى عرضها 5 أمتار، مثل شارع نعمان الأعصر، ويستخدمونه كموقف لهم أمام المنازل والمحلات ولا يجرؤ أحد منا على التحدث معهم؛ لأن معظمهم يستخدم أسلوب البلطجة والسب والشتائم، تصل أحيانا إلى حدوث مشاجرات تؤدى إلى الإصابات الخطيرة. وعبر «حسن محمود» عن حاله قائلا: إننى أعانى معاناة شديدة من جراء المواصلات وبلطجة سائقى الميكروباص الذين يبتزوننا، ونخاف أن نتأخر عن العمل. ويتساءل محمود المصرى: أين دور ضباط المرور فى الشارع وضبط السائقين وعمل المخالفات لهم حتى يضبط الشارع الرئيسى بالمدينة من فوضى الميكروباص المتمثلة فى العشوائية وتقسيم الخطوط وتسلق الركاب على السيارات من الخلف وعلى الأبواب، مما يعرض حياتهم للخطر، فلماذا يخاف السائق فى عدم وجود رادع له أو عقاب على ارتكابه تلك الأفعال المشينة؟ وفى موقف «المرشحة» بمدينة طنطا أقدم بعض سائقى الميكروباص على تقسيم خطوط السير وذلك بتقصير المسافة والعمل على خط «المرشحة - الجامعة» و«الجامعة - المحطة» و«المعرض- الجلاء» بتعريفة أجرة تبلغ 50 قرشا، بينما أقبل آخرون على استغلال المواطنين برفع تعريفة الأجرة إلى 100 قرش للفرد على طول الخط الواصل بين «المرشحة - المحطة» وذلك بالسير بالطريق الموازى لشريط السكة الحديد بطريق «كفرة القرشى» الشهير بطريق «جامبيا» نظرا للتزاحم الشديد من قبل طلبة جامعة طنطا وموظفى الهيئات الحكومية والخاصة بالمدينة وسط غياب الرقابة. وأضاف إسماعيل محمود، طالب جامعى، أن معاناته اليومية أثناء فترة الدراسة وذهابه للجامعة بسبب الميكروباص الذى تحول إلى علب سردين متحركة، واصفا إياها بالعربات غير الصالحة للاستخدام الآدمى، ومعللا ذلك بقوله: إن بعضها يقودها أطفال لا تتجاوز أعمارهم 15 سنة، وبالطبع لا يملكون رخصة قيادة. وشدد أحمد على، موظف حكومى، على أن الميكروباص رغم دوره الحيوى فى حل مشكلة المواصلات فإنه أيضا يسبب نوعا من البلطجة مستشهدا بغياب رجال المرور وعدم وجودهم الذى يتسبب فى عدم ردع السائقين مما يتيح لهم القيام بتقسيم الطريق إلى محطات واستغلال الزحام لأقصى درجة. وتؤكد أسماء على، موظفة بجامعة طنطا، أن هناك فوضى فى الانضباط المروى، ونقصا حادا فى أعداد رجال المرور، وتقاعسا من قبل رجال البلدية والمرافق عن أداء مهام عملهم نتجت عنه تلك الأزمة الموجعة، كما أوضحت أنها تعانى أشد المعاناة من جهة ما تراه فى المواصلات والصعوبة البالغة كونها لا تستطيع الركوب إلا بعد معاناة.