الاعتداءات على التماثيل الحجرية والقطع الفنية ما زالت مستمرة؛ فبعد دعاوى هدم أهرامات الجيزة وأبوالهول وحرق تمثال المخرج محمد كريم بمدينة السينما وتحطيم تمثال الزعيم جمال عبدالناصر بميدان المنشأة بمحافظة سوهاج، جاء الدور على تمثال «عروس البحر»، الواقع بميدان الشاطبى بالإسكندرية. قبل أقل من يومين ولمدة ناهزت 50 عاماً، منذ صنعته يد المثّال فتحى محمود فى عام 1968، كان التمثال يقف بلونه الأبيض مجسداً الإله الإغريقى «زيوس» مجتمعا مع المرأة الفاتنة العارية لينجب منها «الإسكندرية»، ومساء الأحد الماضى امتدت يد العدوان وسكبت على جسد التمثال طلاء أزرق اللون تهدف إلى تشويهه. «أتهم بشكل مباشر تيار الإسلام السياسى».. يقول الفنان السكندرى عبدالله دوستيشى، موقع التمثال القريب من مكتبة الإسكندرية الذى يقع على بعد خطوات من إحدى نقاط حرس الحدود يؤكد، حسب عبدالله، صعوبة تدميره على أيدى البلطجية العاديين «يبقى مفيش حد ممكن يعمل كده غير السلفيين»، التمثال الذى يصفه الفنان السكندرى ب«المستهدف» جرت محاولات عدة لتدميره فى السابق، إلا أن جهود «الإسكندرانية الجدعان» حالت دون ذلك، ما جعل المعتدى «يتستر بالليل لتدميره» على حد تعبيره. الدكتور محمد إبراهيم منصور، عضو مجلس إدارة الدعوة السلفية بالإسكندرية ينفى الاتهامات جملة وتفصيلاً قائلاً: «والله ما احنا، إيه الدافع اللى هيخلينا نعمل ده؟ هذه ليست طريقتنا»، وجود التمثال يتساوى بالعدم، على حد تعبير «منصور»، مشيراً إلى أن الرأى الشرعى فى المجسمات «موكل به الأزهر وليس غيره»، مؤكداً: «نحن لن نكون معاول لهدم التماثيل».