عقدت رئاسة الجمهورية مؤتمرًا صحفيًا، اليوم، بقصر الاتحادية لاستعراض آخر التطورات في سيناء وتوضيح الجهود المبذولة لتحرير الجنود السبعة المختطفين؛ حيث قال السفير عمر عامر، المتحدث باسم رئاسة الجمهورية، إنه لم تصدر أي تصريحات من رئاسة الجمهورية بخصوص بدء عمليات عسكرية لتحرير الجنود المختطفين. وأضاف عامر أن الرئيس حريص على متابعة الموضوع بكل دقة وعلى مدار الساعة، وأن الهدف هو إطلاق سراح جميع المختطفين والحفاظ على أرواحهم والعمل على تفادي تكرار الحادثة مستقبلا، وهي قضية مهمة جدا وتشغل الرأي العام ويتم دراستها بكل دقة لاختيار أنسب الوسائل لحلها"، مشيرًا إلى أن الاعتداء على معسكر الأحراش للأمن المركزي بشمال سيناء تم التعامل معه وجارٍ جمع المعلومات عن المهاجمين. وأوضح المتحدث باسم رئاسة الجمهورية أن الرئيس محمد مرسي التقى، اليوم، الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، ودكتور شوقي علام، مفتي الديار المصرية، بهدف إطلاعهم على تطورات الموقف في سيناء وجهود تحرير الجنود المختطفين، وما تم اتخاذه والإطار العام لما يحدث، لافتًا إلى أن اللقاء حضره رئيس الوزراء ووزراء السياحة والإعلام وممثلي الكنائس المصرية، وكان من المفترض حضور وزير الصحة لكنه في مهمة بالخارج. كما أشار إلى أن اللقاء يأتي استكمالا للقاء الرئيس بمختلف القوى السياسية والوطنية ومؤسسات الدولة لإشراكهم فيما يحدث، نافيًا أن يكون لقاء الرئيس بشيخ الأزهر والمفتي للحصول على فتوى شرعية بشن عملية عسكرية في سيناء لتحرير الجنود المختطفين، كما تردد في بعض وسائل الإعلام والمواقع الإخبارية. وعلق عامر على فيديو الجنود المختطفين، قائلاً: "إن بث فيديو للجنود المختطفين في سيناء من قِبل الخاطفين هو فعل مشين ونرفضه وندينه بكل شدة، وما تتخذه مؤسسة الرئاسة من إجراءات يتم دراستها حاليا سيمثل ردا حاسما على نشر الفيديو"، مشددا على أن هيبة الدولة مصانة ولن يتم السماح بالمساس بها. وأكد المتحدث الرسمي أن لقاء الرئيس بوزير الدفاع ورئيس الأركان ورئيس هيئة العمليات تناول ضرورة الحفاظ على هيبة الدولة، مشددا على أن كافة المعلومات الصادرة عن الرئاسة هي التي تصدر عن المتحدث باسم الرئاسة فقط؛ لأنها المعلومات التي تؤكد على صحتها. وأشار إلى عدم وجود حالة من التناقض في تصريحات مؤسسة الرئاسة، وخاصة في البيانات الصادرة عنها وأن كل البيانات التي تصدر متسقة مع بعضها البعض، وأكد على عدم التفاوض مع المجرمين وأن كافة البدائل مطروحة للبحث والدراسة، حيث إن الهدف هو إطلاق سراح الجنود المختطفين وضمان سلامتهم، وقال عامر: "نثمن أي دور يقوم به مشايخ سيناء في هذه الأزمة الحالية". وردًا على سؤال "الوطن" حول عرض حماس تقديم المعونة لمصر في تحرير الجنود، أكد السفير عمر عامر، أن أزمة اختطاف الجنود "مصرية خالصة ومصر هي التي ستحسمه وليس غيرها"، مؤكدًا أنه لا يوجد أي خلاف بين الرئيس والمؤسسة العسكرية لأنه القائد الأعلى للقوات المسلحة، فضلا عن أن الهدف واحد والرؤية لتحقيقه واحدة، وهي تحرير الجنود المختطفين، مطالبًا وسائل الإعلام بأن تساند الدولة في هذه الأزمة حتى يتم حلها. وحول أزمة إغلاق الجنود للمعابر احتجاجًا على خطف زملائهم، قال: "إن هناك حالة من التعاطف مع هؤلاء الجنود وتفهم لاعتصامهم"، مؤكدًا أن موضوع المعابر في إطار اهتمامات الرئاسة وتحرص على العمل به، فضلا عن فتح معبر كرم أبوسالم. أما عن مدى تأثير الأزمة على سفر الرئيس محمد مرسي المنتظر إلى إثيوبيا، نهاية الشهر الجاري، قال عامر: "هناك مؤتمر قمة سنوي في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا للاتحاد الأفريقي وقبلها قمة استثنائية للاحتفال بمرور 50 سنة على الاتحاد، وهذا أمر مقرر ونأمل أن يكون إطلاق سراح الجنود في أسرع وقت". وأوضح المتحدث باسم الرئاسة أن البيان الأول، الذي أصدرته الرئاسة بخصوص أزمة الجنود المختطفين، وجاء فيه الحفاظ على أرواح الخاطفين والمختطفين كان يقصد أن الدولة حريصة على ألا تراق نقطة دم واحدة، خاصة أن الهدف هو إطلاق سراح المختطفين، مضيفًا: "لا يمكن بالطبع المساواة بين الخاطف والمختطف"، ونفى أن تكون هناك علاقة للأزمة بإسرائيل، مشددًا على أن مصر تحترم كافة تعهداتها الدولية ومن بينها اتفاقية كامب ديفيد.