وزير الثقافة يلتقي شباب الدفعة الأولى من البرنامج الرئاسي لتأهيل النشء للقيادة    خطة تطوير شاملة بمطار الغردقة الدولي لزيادة الطاقة الاستيعابية وتحسين تجربة المسافرين    «داخلية غزة» تحذر من مخططات تهجير السكان وتدعو المواطنين للتمسك بالمكان    «القاهرة الإخبارية»: القصر الرئاسي بصنعاء كان الهدف الأول للهجمات الإسرائيلية    برنامج "مطروح للنقاش" يناقش التحديات الأمنية في لبنان وتجديد ولاية قوات "اليونيفيل"    تامر عبدالحميد يرد على قرار الزمالك بتحويله للتحقيق: «بيحاولوا يشوهوني»    لوريان يمطر شباك رين برباعية نظيفة في الدوري الفرنسي    مؤتمر جماهيري للتعريف بالفرق بين البكالوريا المصرية والثانوية العامة بميت غمر (صور)    البنك الزراعي المصرى يكرم أوائل الثانوية العامة    افتتاح معرض البراعم الواعدة بدار ابن لقمان بالمتحف القومي بالمنصورة    وزير الصحة يترأس اجتماع اللجنة التنسيقية لنفاذ الدواء المصري للسوق العالمية    كيف تتخلص من الكرش بسرعة وبشكل صحي؟    بأمر ال AI    «نكون أو لا نكون».. عضو مجلس الزمالك يوجه رسالة للجماهير بسبب أزمة سحب أرض أكتوبر    التعادل السلبي يحسم الشوط الأول بين فولهام ومانشستر يونايتد    من "مينفعش يمشي" ل"لازم نبيعه".. كيف ناقض شيكابالا نفسه في ملف "زيزو" مع الزمالك؟    فيريرا: نعالج الأخطاء فى الزمالك.. وانتظروا تطور الصفقات الجديدة    الساحل الشمالى بين الترف والجدل    التدرج المهني.. جبران يترأس اجتماع لمناقشة القرارات التنفيذية لقانون العمل الجديد    استلم جثمان ابن عمه من ليبيا.. فلحق به في حادث مأساوي بطريق كفر الشيخ    الجالية المصرية بفرنسا تنظم وقفة تضامنية لدعم مواقف الدولة    تامر حسني يلبي طلب معجبة ويصور معها فيديو «تيك توك» في حفله بمراسي (فيديو)    حسام حبيب يحسم الجدل بشأن حقيقة عودته لشيرين    هيفاء وهبي تشعل مسرح فوروم دي بيروت بحفل كامل العدد | صور    مراسل "الساعة 6": المتحدة تهتم بأذواق الشباب فى حفلات مهرجان العلمين    أفضل أدعية تعجيل الزواج.. أمل القلوب في الاستقرار    رمضان عبدالمعز: الاحتفال بالمولد النبوي يكمن في محبة النبي والاقتداء بأخلاقه    الأزهر يطرح وظائف بمرحلة رياض الأطفال.. اعرف الشروط والمواعيد    الحكومة تدرس إقامة منطقة صناعية للجلود في برج العرب أو العلمين الجديدة    حالة الطقس غدا الإثنين 25- 8- 2025 في محافظة الفيوم    النيابة العامة تطالب المواطنين الإبلاغ الفوري عن أي وقائع للتعدي على الحيوانات    الغائبة الحاضرة.. CNN: ميلانيا ترامب بعيدة عن الأنظار رغم تأثيرها الواضح    السكة الحديد تشغل القطار السابع لعودة الأشقاء السودانيين إلى وطنهم.. صور    نجوم الغناء العربى يدعمون أنغام برسائل مؤثرة عبر تليفزيون اليوم السابع    وزير الخارجية يتابع مشروع توثيق المستندات ذات القيمة التاريخية بوزارة الخارجية    ما هي شركة المحمول الأفضل في مصر؟.. تقرير رسمي يكشف جودة الخدمات    «ماس في فيشة».. حريق في فيلا الفنان محمد صبحي والحماية المدنية تسيطر عليه (تفاصيل)    اليونيسف: الأطفال والرضع في غزة يواجهون الموت جوعًا وسط تفاقم الأزمة الإنسانية    الجوازات تنهي إجراءات المرضى وكبار السن في دقائق.. صور    الاحتلال يستهدف منتظري المساعدات والطواقم الطبية    وزير الدفاع يلتقي عددًا من مقاتلي المنطقة الغربية العسكرية    وزير الصحة يبحث خطط شركة "أكديما" للتوسع في الصناعات الدوائية والتصدير    الخوف من بيع الشقة.. جريمة هزت أبو كبير ضحيتها فنان شعبي على يد نجله    أجندة قصور الثقافة هذا الأسبوع.. انطلاق ملتقى دهب واستمرار مهرجان مسرح الطفل وأوركسترا مصر الوطني يصل شرق الدلتا    وزير البترول يبحث مع «إيناب» التشيلية التعاون في قطاع التعدين    لمدة 21 ساعة.. انقطاع المياه عن بعض المناطق بالقليوبية (تفاصيل)    انطلاق البرنامج التدريبي لإعداد قيادات المراكز والمعاهد البحثية بمعهد إعداد القادة    استمرار فعاليات برنامج التبادل الطلابي بكلية الطب جامعة حلوان    بعد تدخل وزير الرياضة.. جدل قانوني وتنظيمي يحيط الأهلي بعد التتويج بكأس السوبر السعودي    بمشاركة 33 شركة.. انطلاق مبادرة «سلامتك تهمنا» في الإسكندرية    وزارة الصحة تعلن قرارا مهما بشأن صندوق التعويض عن مخاطر المهن الطبية    أيمن يونس يوجه رسالة غامضة: "الأسرار لازم تفضل ولما تتكلم تكبر مش تصغر"    التنكيل بالضفة... حملات اعتقالات واقتحامات إسرائيلية واسعة فى الضفة الغربية    يسري جبر: هذا جزاء من يتقن عمله    وكيل عربية النواب: حملات الإخوان ضد السفارات المصرية محاولة بائسة للتغطية على جرائم الاحتلال    تراجع أسعار الدواجن والطيور الحية اليوم الأحد فى أسواق الإسماعيلية    "سيد الثقلين".. سر اللقب الشريف للرسول صلى الله عليه وسلم في ذكرى مولده    دعاء الفجر | اللهم يسّر أمورنا واشرح صدورنا وارزقنا القبول    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



اختيار الرئيس.. تأثير أمريكى محدود
نشر في الوطن يوم 07 - 05 - 2012

مع احتدام المنافسة فى انتخابات الرئاسة المصرية يتذكر الجميع أن موقف مؤسسة الرئاسة المصرية من الولايات المتحدة وكذا موقف الأخيرة تجاه تلك المؤسسة كان من ثوابت المعادلة السياسية المصرية الداخلية طيلة عهد حسنى مبارك. وهو ما يجعل من طرح تأثير السياسة الأمريكية وتوجهاتها فى عملية اختيار الرئيس القادم قضية محل تناول.
ولأن التفكير العلمى يقتضى حسب مقولة الفيلسوف البريطانى الشهير «ألفريد وايتهد» استنباط ما هو عام وشامل مما هو خاص ونوعى، فإن عملية اختيار الرئيس فى مصر وما يتواكب معها من تضاغطات إقليمية ودولية لا يمكن أن تنفصل بشكل أو آخر عن السياقات العامة التى تحكم بنية النظام السياسى المصرى فى أعقاب ثورة 25 يناير، فتغير تلك السياقات سوف يسهم بالتأكيد فى تراجع ذلك التأثير الأمريكى على عملية اختيار الرئيس فى مصر لثلاثة أسباب:
أولها: تغير بنية ونمط النظام السياسى المصرى فى أعقاب الثورة من نظام تقليدى تسلطى يرسم شبكة تحالفاته ومصالحه وفقاً لنمط فوقى ونخبوى يخدم جماعة الحكم وحدها إلى نظام ديمقراطى مدنى ترتبط شرعية وجوده بمدى رضا الجماهير وقبولها له. وسوف يؤدى هذا بالتبعية إلى أن تكون مصالح هذا النظام الجديد وتحالفاته وعلاقاته بالعالم الخارجى، والإدارة الأمريكية تحديداً، مرتبطة بشكل مباشر بطبيعة البنية الاجتماعية وتوجهات الرأى العام المصرى، أى إن موقف الرئيس القادم من أمريكا سيكون مرهوناً بعوامل الداخل بعكس الموقف قبل الثورة حين كانت استمرارية النظام وشرعيته فى الداخل مرتبطة بالرضا الأمريكى.
ثانيها: تجاوز الوضع السياسى المصرى للسيناريوهات المرسومة سلفاً من قبل الإدارة الأمريكية، فمع فوز جماعة الإخوان المسلمين ب 88 مقعداً فى انتخابات 2005، بدت دوائر صنع القرار القريبة الصلة بالإدارة الأمريكية متخوفة من دعم الولايات المتحدة لعملية تحول ديمقراطى سريع فى مصر قد تفضى إلى وصول قوى معادية للمصالح الأمريكية إلى الحكم، وخصوصاً فى ظل تراجع القوى المدنية والليبرالية. وبناءً على تلك التحفظات رجحت الإدارة الأمريكية سيناريو التغير التدريجى البطىء فى مصر. لكن اندلاع ثورة يناير أربك تلك الحسابات الأمريكية لأن عملية التحول الديمقراطى فى مصر أتت عبر فعل ثورى راديكالى حركته الإرادة الشعبية، وبالتالى يفترض أن النظام السياسى المتمخض عنها سيأتى خارج سياق تلك التوقعات والطموحات الأمريكية، وهو ما يعنى تقلص قدرة الإدارة الأمريكية على التحكم فى العملية السياسية المصرية بشكل كبير.
وثالثها: التراجع المفترض لموقع الأيديولوجيا فى خطاب النخبة السياسية المصرية فى أعقاب الثورة. فالموقف من أمريكا والغرب ينبنى فى خطاب النخبة على موقفين أيديولوجيين متناقضين: موقف الإسلاميين الذى يغذى مبدأ الصراع مع الغرب، وموقف قطاع عريض من التيارات المدنية التى تسعى إلى الانفتاح على الغرب انطلاقاً من خطابها المدنى الحداثى. إلا أن المناخ السياسى الجديد الذى ستفرضه ثورة يناير سيؤدى بكل تأكيد إلى انفكاك تلك القوى من أسر خطاباتها الأيديولوجية التقليدية، وما يمكن أن تفرضه من ولاءات وعداءات، لاسيما أن ثورة يناير لم ترتهن لحساب أيديولوجيا بعينها بل إنها مثلت مرحلة اختمار ثورى لحالة الغضب الاجتماعى التى سبقتها وتجسدت فى مئات من التظاهرات الفئوية التى اندلعت فى مصر منذ عام 2005. ومن ثم فإن نجاح أى تيار سياسى فى مصر فى الفوز بالأغلبية عبر صناديق الاقتراع فى انتخابات الرئاسة أو البرلمان لن يكون مرهوناً بسحر الأيديولوجيا بقدر ما سيكون مرهوناً بقدرة هذا التيار على علاج الأزمات التى تمخضت عن هذا الواقع الاجتماعى الردىء. وربما يفضى هذا التراجع لموقع الأيديولوجيا فى خطاب النخبة إلى حالة من الارتباك وضبابية الرؤية بالنسبة للنخب وجماعات الحكم فى أمريكا، والتى اعتمدت دائماً على فكرتى الحليف الواضح الممثل فى القوى الليبرالية والعدو الواضح الممثل فى الإسلاميين، فى بناء موقفها من الأوضاع السياسية الداخلية فى مصر.
إن هذه الأسباب الثلاثة تعنى فى النهاية أن تراجع التأثير الأمريكى على العملية السياسية فى مصر، وفى القلب منها عملية اختيار الرئيس، هو أمر حتمى الحدوث ولن يؤثر بالتالى على خيارات الشعب المصرى وقواه السياسية.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.